يبدو أن زيارة والي ولاية العاصمة عبد القادر زوخ، لمختلف بلديات العاصمة، بهدف ترقية مستوى الخدمة العمومية ببلديات المقاطعة والوقوف على الانشغالات من أجل معالجتها وتوفير كل الإمكانيات لتسهيل عمليات حصول المواطن على وثائق الحالة المدنية لم تتجسد على أرض الواقع، حيث لا يزال المواطن يشتكي من الفوضى العارمة على مستوى شبايبك الحالة المدنية، منها ببلدية حسين داي التي زارتها "المساء" ووقفت على متاعب جمة لا يزال المواطن يواجهها. بمجرد دخولنا مصلحة الحالة المدنية ببلدية حسين داي، سمعنا أصواتا متعالية من كل مكان وفوضى كبيرة داخل قاعة استخراج الوثائق الرسمية، لا يمكنك التمييز بين الشبابيك لأنها متلاصقة بعضها ببعض، خاصة مع غياب لافتات لتوجيه الوافدين وتسهيل العملية، والأمر الذي زاد الطين بلة هو التصرفات السيئة للأعوان تجاه المواطن، الذي لا يطلب سوى حقه في استخراج وثائقه، حيث استغرب بعض المواطنين الذين تحدثنا إليهم هذه السلوكات غير اللائقة للمستخدمين واصفين إياها ب "غير الحضارية"، حيث يعملون تارة ويتوقفون عن العمل تارة أخرى بحجة الفوضى. وتأكدنا في زيارتنا للمصلحة المذكورة أن المواطن لا يجد تسهيلات لاستخراج شهادة الميلاد الأصلية "م12" أمام الفوضى وغياب التنظيم والمراقبة وغياب الاحترافية من طرف الأعوان الكتّاب، الذين لا يزالون يحررون الوثائق بخط اليد في غياب الرقمنة، الأمر الذي زاد من متاعبهم ومتاعب المواطنين، خاصة وأن استخراج شهادة ميلاد صار يستغرق وقتا طويلا. وأوضح بعض المواطنين أنهم تشاجروا مع الأعوان لأنهم لا يعيرون المواطن انتباها، كما أكد آخر أنه بقي لساعات طويلة وسط الطوابير ليجد أخطاء لا تغتفر في شهادة ميلاده المستخرجة، ويجد نفسه مضطرا إلى تحمل تلك الفوضى من جديد، في حين أشار آخر إلى أن استخراج شهادة الميلاد يعادل استخراج تأشيرة السفر في بلدية حسين داي ولم يهضم الطريقة التي يتعامل بها العمال مع المواطنين وتجاهل السلطات للمشكل بالرغم من الشكاوي العديدة، كما أن المسؤولين يرفضون الحديث مع المواطن وفي أغلب الأوقات لا تجدهم على مستوى مكاتبهم المغلقة. وبنبرة فيها نوع من الأسف ، أكدت إحدى السيدات أنها وجدت العديد من الأخطاء في شهادة ميلادها الأصلية المستخرجة من مصلحة الحالة المدنية ببلدية حسين داي، حيث أنها عند استلامها شهادة الميلاد اكتشفت وجود اسم مغاير لإسمها، لتطلب تصحيحه، وبعد ساعتين من الانتظار تتصادف بخطأ ثان في اسم الوالد فإلى متى يبقى موظفو مصالح الحالة المدنية ببلدية حسين داي لا يفرقون بين "م" و"ع" وبين تحويل الاسم من الفرنسية إلى العربية، ليجد المواطن نفسه في كل مرة مجبر على الانتظار وتصحيح الأخطاء؟.