تنطلق، اليوم، بقصر الثقافة، الطبعة الثالثة للمهرجان الوطني للزي التقليدي الجزائري، الذي اختار له منظم المهرجان هذه السنة موضوع الملحفة كلباس تقليدي يسير نحو الاندثار، وتأتي هذه الطبعة بعد الطبعة الأولى التي تناولت البلوزة، والطبعة الثانية التي تحدثت عن اللباس الحضري لأهل المدن. وقع الاختيار على الملحفة كلباس تقليدي ليكون موضوع الطبعة الثالثة للمهرجان الوطني للزي التقليدي بعد أن ثبت، تقول السيدة عمامرة محافظة المهرجان بمناسبة إشرافها على تنشيط ندوة صحفية، أمس، بقصر الثقافة تواجد هذا اللباس التقليدي بالعديد من الولايات بعد أن ساد الاعتقاد بأن الملحفة لباس يخص سكان منطقة الاوراس فقط. وأردفت قائلة "بعد أن عرفنا بالبلوزة كلباس تقليدي، وباللباس الحضري لسكان المدن على غرار الكاراكو، والجبادول قديما، ارتأينا هذه السنة العودة للبحث في لباسنا التقليدي الذي يسير يوما بعد يوم نحو الزوال، وبعد ان قمنا ببحث في مختلف الولايات تبين لنا بأن الملحفة لا تزال تصارع من أجل البقاء وتحوي العديد من الخصوصيات التي تعكس تراث كل منطقة.ويتمثل الهدف الأساسي من تسليط الضوء على الملحفة في التعريف بها للمواطنين من جهة، وإطلاعهم على ما تزخر به من ميزات من منطقة إلى أخرى سواء من حيث الألوان، أو طريقة الصنع أو حتى المناسبات التي تلبس فيها، وعند الحديث عن التنوع تقول محافظة المهرجان، السيدة عمامرة، يستوقفنا اسم الملحفة التي تسمى ببعض الولايات "بالشطاطا"، وبولايات أخرى مثل تلمسان يطلق عليها اسم "الردا"، بينما تسمى بمناطق أخرى "الحولي" و«اللحاف". يستضيف المهرجان الوطني للزي التقليدي ضيوفه من 20 ولاية على غرار كل من باتنة وخنشلة والبويرة وتيميمون وتيزي وزو والنعامة وبشار بخيمة تقليدية يتم بها عرض لوحات جميلة من التراث الوطني لكل ولاية مجسدة للملحفة التي تعرض في أشكال مختلفة مزينة باكسيسوارات تعكس خصوصية كل ولاية. يعد المهرجان الوطني للزي التقليدي بجملة من الأنشطة الثرية والمتنوعة والتي تتباين، حسب السيدة عمامرة، بين ورشة خاصة بالحناء تمثلها مدينة تيندوف وتعتبر فرصة لإحياء عادات وتقاليد الأجداد، إلى جانب برمجة محاضرة تحت عنوان "دلالات الملحفة في الشعر التقليدي الشعبي" التي يشرف على تقديمها احمد بن صغير، أستاذ بجامعة تلمسان، وعرض لتقليد معروف حول كيفية ربط الحزام للعروس عبر مختلف ولايات الوطن، وتتخلل هذا وذاك عروض موسيقية وغنائية لكل من فرقة الرحابة وعروض تخص بالي دهيلات من تقديم الفرقة الجزائرية للرقص المعاصر فيما يخصص اليوم الأخير للبيع للجمهور.