يحتضن قصر المعارض فعاليات الطبعة الحادية عشرة للصالون الوطني للكتاب، بمشاركة مائة دار نشر وبحضور العديد من ضيوف الشرف الذين اختارتهم هذه الطبعة، وعلى غير العادة تمّ تخصيص يوم الإفتتاح للجمهور الذي بدى متواضعا لكنه طاف طويلا بمختلف الأجنحة حتى التي لم تنته بعد من ترتيب جناحها. قبيل الافتتاح الرسمي، صرّح محافظ الصالون السيد أحمد ماضي، أنّه تمّ التركيز في هذه الطبعة على دور النشر الجديدة لإعطائها فرصة الالتقاء مع الجمهور، وأشار قائلا “لأوّل مرة في مسار هذا الصالون خصّصنا مساحة بألف متر مربع للأطفال وذلك تزامنا مع العطلة المدرسية الشتوية دعونا إليها الفكاهيين “فوفو وأنيس” سيقدّمان برنامجا خاصا في مختلف المواضيع التربوية، إضافة إلى الجوائز التشجيعية وإقامة الورشات والمسابقات وسحب الطومبولا”، وتقرّر بالنسبة لهذه الطبعة تخفيض الأسعار إلى 15 بالمائة. فيما يتعلق بالمواعيد الفكرية، أكّد المتحدث أنّه تمّ التركيز في هذه الندوات على الجانب التاريخي والفكري إضافة إلى التكريمات حيث سيكرم العلامة محمد الصالح أوصدٌيق، وكذا وقفة تكريمية للراحل أبو القاسم سعد الله، إضافة إلى استغلال هذه الندوات لطرح بعض القضايا التي تهمّ الكتاب وبالتالي سيفتح النقاش حول تسويق الكتاب الجزائري في الخارج وذلك قصد الحدّ من ظاهرة الإستيراد. وعن موضوع الرقابة، أشار المتحدث إلى أنّه لا أثر لها في هذا المعرض إذ أن لكل عارض مشارك الحرية في انتقاء ما يقدّمه من عناوين، كما أكّد أنّ المعرض لا يراهن على عناوين بعينها فالحظوظ هي نفسها بالنسبة لكل العناوين المشاركة. «دار الحكمة” التي يمثلها المتحدث ستركز في هذه الطبعة على الكتب الجديدة منها مذكرات عبد الرحمان مزيان الشريف في “شاهد على اغتيال الثورة” إضافة إلى الدراسات التاريخية لأهم باحثينا منهم بوعزة بوضرساية. استغل ماضي مناسبة الإفتتاح ليعلن ل “المساء” أنّ طبعة أخرى للصالون ستنظم بوهران من 13 إلى 22 فيفري 2014، علما أنّ صالون وهران للكتاب توقّف لمدة 17 سنة ليعود إلى الظهور السنة الفارطة. بالمقابل، قامت “المساء” بجولة عبر أجنحة العارضين ولاحظت الظهور اللافت للكتاب شبه المدرسي وكتاب الطفل على حساب كتب أخرى في مجالات الفنون والمعارف التي لم تكن غائبة لكن حضورها كان بشكل أقل، وتحدّثت “المساء” إلى السيد هنية كمال ممثل دار “منشورات الأنيس” الذي أكّد أنّ الكتب كلّها أقلّ من سعر السوق خاصة الكتاب شبه المدرسي وكتاب الطفل علما أنّ الدار حرصت على تقديم إنتاجها لسنة 2013 خاصة في شبه المدرسي، فهي كتب مطلوبة جدا من العائلات –كما يؤكّد المتحدث- إضافة إلى القواميس، القصص والوسائل البيداغوجية، وطبعا هي كلّها من إنتاج الدار. من بين الجديد الذي تشارك به “دار الأنيس” كتاب ذو جودة رفيعة بعنوان “حكايات جدي عن الثورة” بمساهمة من وزارة الثقافة وكذا كتاب “السلطة في الأرياف الشمالية لبايلك الشرق الجزائري نهاية العهد العثماني وبداية العهد الفرنسي” للباحث خنوف علي وهو أيضا بمساهمة وزارة الثقافة. حضرت أيضا دار “ذاكرة الناس” التي عرضت بعض الروايات العربية منها “سهرة في بيت الكوكو” لنجيب صالح، “حب خارج لبرد” لفرحان صالح و«كي لا أنام” لجميلة حسين، إضافة إلى دواوين الشعر، الدراسات التاريخية، كتب التراث العربي، كتب الجيب وكلّها باللغة العربية. «دار المواهب” من الرويبة أشار ممثلها بشير مولودي إلى أنّها تقدّم كتاب الطفل بشكل مختلف يخضع للدراسة والتجريب ابتداء من كتب التلوين التي يراعى فيها الجانب الجمالي والعلمي وتجنّب تكرار صور نجوم الأفلام الكرتونية التي تركّز عليها الكتب المستوردة لأغراض تجارية، إذ أنّ التلوين يتطلّب صورا طبيعية تقابلها فراغات للتلوين وهذا لإخراج الطفل من الخيال الذي فرض عليه إعلاميا إلى الفضاء الملموس الذي يتعامل معه، يبقى مشكل هذه الدار كونها عاجزة عن التسويق في العاصمة رغم كثرة الطلبات وهذا بسبب الازدحام المروري الذي يعيق التوقّف أمام المكتبات لتقديم المنتوج وإعطاء الشروحات الخاصة به. تغطي هذه الدار 44 ولاية ولها كتب ناجحة أعادت طباعتها، ناهيك عن قصص الأطفال المطلوبة بكثرة منها “لعب العيال” وهي غالبا ما توظّف التراث في التربية حتى من خلال لباس أبطال القصة كذلك قصة “الأمير الحداد” التي لاقت إقبالا غير منتظر لأنها تحث على الكسب بالعمل، وللدار أيضا تجربة في التعليم الخاص بالطور التحضيري والحضانة من خلال سلسلة “خطوة بخطوة” التي جلبت المدارس الخاصة ورياض الأطفال التي تعاني من نقص في برامجها التعليمية التطبيقية حتى فيما يتعلق باللغة الفرنسية. «دار المعرفة الدولية” جلبت فضول الزوار، حيث مثل كتاب الطبخ فيما عرضت نسبة 90 بالمائة تقريبا بعضها مطبوع في تونس والمغرب، فلقد عرضت أكثر من 150 عنوانا في الطبخ منها كتب صادرة مؤخرا، كالكتاب الذي ألفته الطباخة المغربية المعروفة رشيدة مهاوش عن “الطبخ الجزائري”، علما أنّ أغلب هذه الكتب ذات طباعة راقية. وعن سبب حضور الطبخ في هذا الجناح، أكّد ممثّل الدار السيد عبد الكريم رحموني، أنّ هذا النوع من الكتب مطلوب كثيرا من العائلات خاصة المستورد منه والمفقود في السوق، مشيرا إلى أنّ الدار قدّمت كتبا أخرى لها علاقة بالطبخ كتلك المتعلّقة بالصحة والتغذية، إضافة إلى كتاب الطفل الذي يسجّل حضوره الملحوظ في كلّ طبعة خاصة ذو الجودة. وللإشارة، من ضيوف شرف هذه الطبعة كما ذكره ماضي هناك الأمن الوطني الذي حضر في الطبعات الماضية إضافة إلى القيادة العامة للدرك الوطني، وزارة التعليم والتكوين المهنيين، الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، مؤسسة الأمير عبد القادر ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف. للتذكير فقد راهن محافظ المهرجان على نجاح الطبعة وأنّها ستكون فرصة أمام الذين فاتتهم زيارة المعرض الدولي الأخير للكتاب.