ونحن نعيش الأيام الأخيرة من 2013، شاء القدر أن يرحل عن الوجود صاحب رائعة “من صابني قمري وانطير”، الفنان الراحل محمد هواجي المعروف ب “محمد الشرشالي”، الذي أكّدت وزيرة الثقافة في التعزية التي بعثت بها إلى عائلة الفقيد، أنّه واحد من أبرز وخيرة فنانينا الذين قدّموا للأغنية الشعبية أجمل الأغاني وأنعم الكلمات وأعذب الألحان. أفل نجم محمد الشرشالي عن عمر يناهز الخامسة والستين بعد أن هزمه المرض، وهو الذي أبدع كلمات أغاني الشعبي على مر الزمان، وقدّم للمكتبة الغنائية الجزائرية عامة والشعبي على وجه الخصوص، قصائد شنّف بها أسماع عشّاق هذا النوع الموسيقي، قاربت المائتي أغنية، أشهرها “سيدي إبراهيم الغبريني” و«السعد يالسعد”، “من صابني قمري وانطير”، وتعامل خلال سنوات عطائه مع أصوات متميّزة لها سمعتها وجمهورها. بدايات محمد الشرشالي الفنية كانت من الحفلات والأعراس إلى غاية 05 جويلية 1962؛ حيث أقام أوّل حفل له بشرشال عشية استقلال الجزائر بمشاركة كبار الفنانين، لينتقل بعد ذلك إلى حسين داي، حيث اشتغل بمستشفى “بارني”، وشكّل فرقته الفنية الخاصة به، وضمّت الشيخ الناموس ورابح خلفة، اللذين آمنا بقدراته الفنية؛ لأنّه كان ينتهج نوعا خاصا، والمعروف ب “الخلوي”. سنة 1968 أصدر الفنان الراحل أوّل أسطوانة له، وألّف العديد من الأغاني التراثية، كما تعاون في السبعينيات مع الفنان الكبير محبوب باتي، الذي وجّهه في مشواره الفني، ليبتعد خلال الثمانينيات عن الساحة الفنية قبل أن يعود في التسعينيات ليواصل مسيرته الفنية ويكتب ويلحّن لكبار المطربين.