أكد وزير الشؤون الخارجية السيد رمطان لعمامرة أن الإرهاب في الساحل تراجع من الناحية الإستراتيجية، داعيا الدول الإفريقية إلى تقديم المزيد من التضحيات لاسيما من خلال ضمان موارد مالية لترك إسهام المجتمع الدولي يقتصر “على المساعدة في مجال التكنولوجيا والاستخبارات والتكوين”. وقال وزير الخارجية أن مكافحة الإرهاب في الساحل تفرض نفسها الآن على المجتمع الدولي باعتبار ان الظاهرة لا “تقتصر على حالة معزولة” وأن لها فروعا فيما يخص أنظمة التمويل وتأمين الحدود ووثائق السفر وشبكات المتاجرة بالمخدرات واستعمال الهجرة السرية” . وأشار السيد لعمامرة الذي حل ضيفا على حصة “على الخط” التلفزيونية لقناة “كنال ألجيري” أهمية تجنيد مصالح وهياكل أخرى في الدول تخص في معظم الحالات قطاعات المالية والتعاون الإقليمي والدولي، عبر وضع إجراءات وآليات كفيلة بتجسيد هندسة السلم والأمن في المنطقة. واغتنم الوزير مناسبة حديثه عن هذه الظاهرة للتذكير بالتجربة التي مرت بها الجزائر حيث “كانت تحارب لوحدها آفة الإرهاب”،مضيفا بالقول” كثيرون هم الذين كانوا يتساهلون مع وصف الوضعية بأوصاف في غير محلها و لا تتناسب مع التحديات التي كانت تواجهها الجزائر بوسائلها الخاصة” . وغير بعيد عن القارة الإفريقية ، أكد وزير الشؤون الخارجية أن الجزائر ستستجيب “بروح أخوية” في ظل احترام مبدأ عدم التدخل الأجنبي من أجل إخراج ليبيا وتونس من الأزمة التي يعيشها كلا البلدين ،داعيا إياهما إلى الإيمان بمزايا الحوار وممارسته والتوجه نحو المصالحة عند النزاعات بين الإخوة وأن يكونوا وطنيين وأن يسعوا في سبيل المصلحة العليا لبلدهم و العمل من اجل وحدة مصير المغرب العربي. وعن سؤال حول مستقبل اتحاد المغرب العربي ،أوضح السيد لعمامرة أن الاحتفال بالذكرى ال25 لهذه المنظمة في شهر فبراير المقبل يفترض أن يشكل فرصة “لإلقاء نظرة واضحة على مساره و التحلي بالشجاعة لوضع الأصابع على مواطن التعثر وتحديد الأسباب” . وأضاف في هذا السياق انه “يجب أيضا محاولة قول الحقيقة للشعوب و التوجه نحو المستقبل من خلال استخلاص العبر” ، مفضلا الحديث عن “خلل” في سير اتحاد المغرب العربي بدل “الفشل” . شرق أوسطيا، أكد وزير الشؤون الخارجية أن الوضع في سوريا يعتبر “مأساة” للسوريين أنفسهم و أنه “يرهن” مستقبل المنطقة برمتها ،مضيفا انه “كلما جاء الحل السياسي سريعا كان ذلك أحسن للجميع” . وعن سؤال حول طبيعة النزاع أجاب السيد لعمامرة أن “الأمر يتعلق بنزاع بين الإخوة “ وأن “المأساة السورية يجب أن تجد لها مخرجا من خلال حل سلمي عبر الحوار لذلك فإننا ندعم جهود الأخضر الإبراهيمي”. وفي معرض تطرقه للمسالة الفلسطينية قال رئيس الدبلوماسية الجزائرية انه “ليس هناك مناص” من تقرير المصير و أن ذلك يدخل في إطار مصداقية المجتمع الدولي. مشيرا إلى انه سبق و أن التقى بجون كيري و لمس فيه جانب الإرادة أكثر من التفاؤل. كما أوضح أن مهمة الوسيط الأمريكي “ليست سهلة” و هو ما يجعل “وحدة الصف الفلسطيني و العربي حول الفلسطينيين شرطا أساسيا”، للحصول على حقوقهم المتمثلة في دولة فلسطينية و عاصمتها القدس. كما عرج رئيس الدبلوماسية الجزائرية على موضوع إصلاح الجامعة العربية، مشيرا إلى ضرورة إجراء تقييم بهذا الخصوص . و قال في هذا الصدد أنه “سبق وأن تحادث مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بخصوص هذه المسألة”. على الصعيد الإقليمي، أكد وزير الشؤون الخارجية أن محكمة الجنايات الدولية أصبحت أداة سياسية، حيث تتم متابعة الأشخاص استنادا إلى أحكام سياسية مسبقة ،في حين كان ينتظر منها رد الاعتبار للإنسانية. وأعطى في هذا الصدد أمثلة عن عدم متابعة شارون ولا حتى نتانياهو في حين تتم متابعة الرئيس السوداني. وعليه أكد أن هذا الجهاز “أصبح انتقائيا ومعلوم أن الانتقاء يشكل خطرا على العدالة”، في حين أشار بخصوص الموقف المحتمل للدول الإفريقية إزاء قرارات هذه المحكمة إلى أن هناك “تضامنا بالنسبة لحالات خاصة مثل السودان وكينيا”.