كشف حبيب مجاهري مخرج مسرحية "الكنز المفقود" من إنتاج المسرح الجهوي "عز الدين مجوبي" بعنابة، خلال ندوة صحفية عُقدت بمقر المسرح، أنّ إنتاجه الجديد الموجّه للأطفال، ينتمي إلى فن العرائس، وهو من الفنون الحديثة التي دخلت الجزائر، ويختلف كثيرا عن مسرح العرائس الكلاسيكي. أوضح المخرج أنّه رغم نقص اهتمام مؤسسات المسرح بهذا النوع من الفن، إلاّ أنّ هناك جمهورا عريضا يهتم بجمالية العرائس، بعث فيها روحا عبر أبطال عمله المسرحي الجديد "الكنز المفقود"؛ وذلك لإعطاء قراءات مختلفة للمسرحية. وفي هذا السياق، قال حبيب مجاهري إنّه لأوّل مرة يتم إدراج اللغة العربية الفصحى في هذا العمل، حيث تجاوب الأبطال كثيرا مع لغة الضاد، وهذا سيعطي للمسرح الجزائري انطلاقة جديدة بالنسبة للجيل الجديد، الذي يبحث عن التوجيه للإبداع الفكري والنفسي. وفيما يخص سينوغرافيا المسرحية، فكانت متلائمة مع الخشبة، وجسّدت الألوان التي تعطي الطفل مكانة خاصة لعالمه الصغير، فمثلا البني يعني الأرض، والأزرق يعني البحر، والأحمر يرمز للنار، كما كان للعرائس المصنوعة من القماش والباخرة المصنوعة من الخشب حضور قوي لتحريك المشهد المسرحي. «الكنز المفقود" كتبت نصه غرمول حميدة، وتروي مغامرة بحّارة يعثرون على فتاة عالقة في أعماق البحر وينقذونها، فتدخل في حالة هذيان وتذكر بعض الأشياء غير الواضحة وتذكر جيدا "الكنز المفقود"، وخلال محاولة البحّارة استنطاقها تخبر الفتاة ربان السفينة بأن هناك تنّينا يستحوذ على كنز في الجبل الأحمر، وذلك الكنز مأخوذ من أموال المساكين. ورغم أنّ الجبل الذي هو عبارة عن بركان خامد محفوف بالمخاطر، إلا أن البحّارة يحاولون تحدي التنين الذي يسجنهم، فيفكّر القبطان والفتاة في حيلة للقضاء على التنين، يقتربان من عجوز شريرة تخدم التنين، ويحاول القبطان ترويعها وتخويفها، فتساعده على القضاء على التنين بمنحه حبوب الطلع الحمراء، ويتم القضاء عليه، وتموت العجوز بعد أن يهاجمها التنين لخيانتها، ويزداد فضول القبطان بعد أن ينقذ البحارة ليعرف مكان الكنز، فتخبره الفتاة بأن حقول الجبل الأحمر هي الكنز المفقود، فيتم استغلالها وتحويلها إلى جنة خضراء. وعلى صعيد آخر، قُدّم العرض الشرفي لمسرحية "الكنز المفقود" للإعلام، في انتظار تقديمه لأوّل مرة على خشبة المسرح الجهوي "عز الدين مجوبي" يوم السبت القادم.