مع اقتراب انطلاق مونديال البرازيل بدأ العد التنازلي لكثير من لاعبينا المحترفين المنتمين إلى الفريق الوطني، لا سيما أن الكثير منهم يتواجدون في وضعية لا يُحسدون عليها، في ظل الصعوبات التي يواجهونها للاستقرار ضمن أندية تناسب مستواهم، وتفتح لهم أبواب المشاركة بانتظام في المباريات الرسمية؛ مادام اكتسابهم لحجم كبير من التنافس كفيلا بضمان مشاركتهم في نهائيات كأس العالم القادمة، حسب الشروط التي وضعها المدرب وحيد حليلوزيتش لضم أي لاعب في صفوف الخضر. الحظ ابتسم لكارل مجاني، الذي ضاقت به الدنيا مع فريقه أولمبياكوس اليوناني؛ بسبب جلوسه في مقعد البدلاء وحرمانه لفترة طويلة من المنافسة الرسمية، التي لم يشاركه فيها مدربه لوجان سوى أربع مرات، حيث استطاع هذا اللاعب أن يفتكّ مكانا له ضمن نادي فالانسيان الفرنسي في شكل انتداب، مثلما كانت حال أيضا مواطنه لياسين كادامورو، الذي أمضى لصالح نادي مايوركا الإسباني قادما من نادي سوسييداد. ويمكن القول إن هذين اللاعبين دعّما حظوظهما لضمان سفريتهما إلى بلاد الصامبا. وعلى خلاف ذلك، يبقى هذا الأمر مطروحا بحدة لدى لاعبين آخرين ساءت حالتهم مع أنديتهم، بعدما أخذوا على عاتقهم قرار مغادرة أنديتهم حتى ولو خسروا كل شيء، وهذه الحالة تخص، مثلا، المهاجم إسحاق بلفوضيل (أنتر ميلانو الإيطالي) الذي لم يبق أمامه سوى حل واحد، والمتمثل في قبول أي عرض حتى ولو كان من الدرجة الثانية، ويهمه كثيرا أن يبقى في البطولة الإيطالية التي تعوّد على محيطها الرياضي عوض أن ينتقل إلى بطولة أوربية أخرى، تتطلب منه وقتا طويلا للانخراط في منافستها. ونفس الرغبة تسود لدى جمال مصباح (نادي بارما الإيطالي)، الذي طال بقاؤه في كرسي الاحتياط، ويشعر أكثر من أي وقت مضى بأن مكانه ضمن المنتخب الوطني أصبح مهدَّدا من طرف فوزي غولام، الذي كان قد خلفه في مباراة بوركينافاسو بالبليدة، في حين أن اللاعب مهدي لحسن (نادي خيطافي الإسباني) رجع له بصيص من الأمل بعد مشاركته في المبارتين الأخيرتين لفريقه، لكن فكرة الرحيل عن هذا النادي لم تغادر مخيّلته، حيث يوجد في اتصالات متقدمة مع أندية إسبانية وحتى فرنسية، فهو متأكد من أن تغيير الأجواء أحسن من البقاء في فريق أصبح لا يضمن في صفوفه مشاركة مستمرة في المباريات الرسمية، وهناك لاعبون آخرون قد يقعون في نفس الوضعية بسبب ثقتهم المفرطة في إمكاناتهم، يوجد من بينهم قلب هجوم سبورتينغ ليشبونة إسلام سليماني، الذي فضّل الاستمرار في اللعب مع فريقه بعد أن أشاد مدربه ليوناردي جارديم بمستواه، حيث قال هذا الأخير عن اللاعب الجزائري: ”سليماني لاعب موهوب، ويحتاج إلى بعض الوقت لكي يتعود على محيطه، وأنا متأكد من أنه سيفرض نفسه في التشكيلة الأساسية”، كلمات كانت كافية لإسلام سليماني لتفادي التنقل إلى ناد آخر، ونفس الموقف اتخذه مواطنه نبيل غيلاس، الذي فضّل الاستمرار في اللعب مع أف سي بورتو بالرغم من أنه لا يشارك كأساسي في الفريق. وبالمقابل، فإن المدافع رفيق حليش استطاع أن يعود إلى الواجهة في البطولة البرتغالية، بعد أن استعاد مكانه الأساس ضمن فريقه نادي أكاديميكا بالرغم من أنه تعرّض للطرد مرتين، وما عدا حليلش، فإن وضعية كل اللاعبين الذين ذكرناهم تبقى غامضة قبل أيام معدودة من انتهاء فترة التحويلات الشتوية في البطولات الأوروبية، ويشكلون حاليا مصدر قلق للمدرب الوطني وحيد حليلوزيتش، الذي سيلتقي بهم في الأيام القليلة القادمة لمعرفة بدقة، وضعيتهم مع الأندية التي ينشطون في صفوفها. وبالمقابل، فإن هذا الأمر يبدو أقل حدة بالنسبة للاعبينا المحترفين الآخرين، الذين يشاركون كأساسيين أو يتم إقحامهم أثناء إجراء المباريات. ولا شك أنهم سيستفيدون من استعداد بدني ممتاز في حالة ما إذا استمروا على هذه الحال.