بمناسبة اليوم التحسيسي لنشر الثقافة الصحية الذي بادرت إلى تنظيمه مؤخرا جمعية القبة المتحدة بالتنسيق مع جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر ببلدية القبة، استغل فيصل أوحدة رئيس الجمعية الفرصة لتحفيز المواطنين على القيام بالفحص بحثا عن إصابات جديدة، بالاعتماد على مختصين بغية تنبيه المرضى إلى أن المضاعفات السلبية لهذا المرض لا تقتصر على العين، الشبكية، القلب، الأوعية الدموية، الكلى، المجاري البولية وضغط الدم والشرايين التاجية فقط، بل له تأثير على الرئة والمجاري التنفسية، وهو ما يغفله عدد كبير من المرضى. يقول فيصل أوحدة بالاستناد إلى رأي مختصين في مرض السكري وبالاعتماد على الدراسات المتعددة؛ إن لمرض السكري تأثيرا على الرئة، خاصة النسيج الرئوي أكثر من تأثيره على المجاري التنفسية، والسؤال الذي ينبغي لنا أن نطرحه في هذا الإطار: فيم تتمثل الأسباب التي تؤدي إلى تأثير السكري على الرئة والمجاري التنفسية؟ وما هي الأعراض؟ وعن أسباب هذا التأثير السلبي على النسيج الرئوي، يجيب أوحدة بأن زيادة السكر في الدم يصحبه تراكم السموم المختلفة والأحماض المتعددة التي تؤثر على الأنسجة الرئوية، كذلك الأوعية الدموية المحيطة بالأنسجة الرئوية، كما تؤدي إلى ما يعرف بمرض الرئة التقليدي الذي يجعل الرئة أقل حجما من سعتها الطبيعية، والتي تؤدي على المدى البعيد إلى صعوبة التنفس وقلة الأكسجين، ويضيف موضحا: ”هذا التأثير السلبي يزداد عند إصابة المريض بأمراض القلب وضغط الدم وزيادة الوزن، وهي الأمراض المصاحبة عادة لمرض السكري، بالتالي فإن مرض السكري الرئوي مرتبط بعوامل الالتهاب مثل ”السي بروتين” و ”الإنترليوكين” التي تزداد، إلى جانب عدم التحكم في السكر مع طول زمن الإصابة بمرض السكري، حيث تعتبر نتيجة حتمية. يرى أوحدة أن أولى الدراسات الموضحة للعلاقة بين مرض السكري والمرض الرئوي المقيد للرئة وعملها، هي تلك الدراسة البريطانية التي ضمت عددا تجاوز 4 آلاف مريض ممن لديهم داء السكري وليسوا مصابين بمرض في القلب أو الضغط أو الجلطات ونحوها، التي قد تؤثر على عمل الرئة، حيث وجدت الدراسة أن هناك علاقة بين المرضين، مما يعني أن تأثير مرض السكري، خاصة غير المتحكم فيه، يؤثر بدوره على الحويصلات الهوائية والنسيج الداخلي لها، كذلك النسيج المخاطي للشعيبات الهوائية”. وأكدت بعض الدراسات، حسب أوحدة، للتأكيد على وجود علاقة بين مرض الرئة والإصابة بمرض السكري، بالقول إن مرضى الرئة، خاصة مرض الرئة التقييدي، لديهم قابلية للإصابة بمرض السكري أكثر من غيرهم، وإذا نظرنا إلى مرض الرئة الانسدادي (مثل الربو وحساسية الصدر)، فإنه يصيب القنوات التنفسية والشعيبات الهوائية ولا يزيد من نسبة إصابة الشخص بمرض السكري. ويخلص أوحدة فيصل إلى التأكيد على ضرورة الاستفادة من نتائج مختلف الدراسات المتعلقة بمرض السكري، خاصة مريض السكري من النوع الثاني الذي يحتاج في هذا الإطار إلى فحص للرئة بصفة مستمرة عن طريق جهاز لقياس قدرة الرئة على إخراج الهواء خارجا، ومن الأسباب الوقائية الأخرى من تدهور عمل الرئة؛ الحرص على عدم التدخين، والإصابة بالإلتهابات الفيروسية المختلفة، مع أخذ التلقيحات اللازمة في وقتها. وفي رده على سؤالنا حول ما إذا تم تسجيل حالات جديدة لمرضى السكري بمناسبة اليوم التحسيسي، أكد محدثنا أن الفحوص التي تم إجراؤها لم تسفر عن تسجيل أية حالة جديدة، وهذا مؤشر إيجابي يظهر مدى أهمية العمل التحسيسي الذي يأتي على المدى الطويل بنتائج إيجابية، بدليل الإقبال على إجراء الفحص من طرف الشباب، فضلا عن طرح الكثير من الأسئلة والاستفسارات عن كل الأمور التي لها علاقة بمرض السكري والأعراض المصاحبة له.