أكد البروفيسور سليم نافتي رئيس مصلحة الأمراض الصدرية والتنفسية بمستشفى مصطفى باشا في حوار اجرته معه «الشعب» ان مرض الانسداد الرئوي المزمن المعروف باسم «لابرونشيت» يتسبب في وفاة حوالي 5 الاف جزائري سنويا مشيرا الى اهم عوامل الاصابة به والمتمثلة اساسا في التدخين لمدة طويلة. «الشعب» ما مدى خطورة الاصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن؟ البروفيسور سليم نافتي: الانسداد الرئوي المزمن المعروف ب «لابرونشيت» من اكثر الامراض الخطيرة الناتجة عن انسداد يمس اكثر من 50 بالمائة من القصبات الهوائيةويتسبب في وفي وفاة حوالي 5 آلاف جزائري في السنة ،اغلبيتهم من فئة الذكور اما النساء فلسن معرضات اكثر للإصابة حيث تشيرا اخر الاحصائيات الى تسجيل نسبة لا تتعدى 2 بالمائة من الاصابات لدى المرأة ولعل اكثر المشاكل التي ترتبط بالمرض هواختلافه عن بعض الامراض الاخرى بسبب الاعراض التي لا تظهر على الشخص المصاب في مرحلة مبكرة الا بعد وصول الاصابة الى مرحلة متقدمة ،حيث تبدأ بعض العلامات بالظهور على غرار السعال وعدم القدرة على التنفس بصفة طبيعية . ماهي اهم عوامل الاصابة بالداء ؟ التدخين هو السبب الرئيسي في الاصابة ب «لا برونشيت » كما ان أغلبية الحالات المسجلة هي ناتجة عن تدخين علبة سجائر في اليوم لمدة تتجاوز 10 سنوات لان نسبة الاصابة بالداء في هذه الحالة تصل الى 100 بالمائة. ويمكن للمرء ايضا ان يصاب بالداء اذا كان يشتغل في اماكن خاصة بالصناعة الكيميائية حيث يستنشق بعض المواد المضرة بالصحة والتي تتسبب بنسبة عالية في الاصابة ،وكثيرا ما يمس المرض في هذه الحالة الرجال اكثر من النساء كونهن لا يشتعلن بكثرة في مثل هذه الاماكن الا ان هذه الفئة يمكن ان تكون عرضة للإصابة بالداء لا سيما في المناطق الريفية حيث نجد الكثير منهن لا يزلن الى غاية الان يستعملن بعض الوسائل التقليدية لطهي الخبز باستخدام الحطب وهو يجعلهن يستنشقن بكثرة الغبار الذي يكون سببا في اصبتهن بالمرض. فيما تتمثل اعراض المرض؟ من بين اعراض الانسداد الرئوي المزمن السعال وفقدان القدرة على التنفس بصفة طبيعية ويتبين ذلك مثلا خلال صعود السلالم او عدم قدرة المريض على حمل الاشياء الثقيلة والسير في نفس الوقت فيضطر الى التوقف في كل مرة من اجل الاستراحة الا ان هذه العلامات لا تظهر في بادئ الامر الا بعد مدة حيث يصبح الداء في مرحلة متقدمة . واذا ظهرت هذه الاعراض فان الشخص يكون في مرحلة متأخرة من المرض وفي هذه الحالة يكون الانسداد قد مس اكثر من 50 بالمائة من القصبات الهوائيةوالعلاج في هذه المرحلة صعب ويتطلب ضرورة الامتناع عن التدخين ويتم الكشف عن المرض من خلال جهاز قياس التنفس لمعرفة وجود انسداد رئوي من عدمه الا ان هذه الالة تعرف نقصا كبيرا في الجزائر ما يجعل نتائج الفحص البتي يقوم بها الاطباء غير دقيقة . ماهي اهم اساليب الوقاية من الانسداد الرئوي المزمن؟ مرض الانسداد الرئوي الرئوي المزمن قابل للوقاية وللعلاج وهو كذلك شائع للغاية ينتج غالباً عن التدخين المزمن، وينتج عنه ضيق في القصبات الهوائية وحبس الهواء داخل الحويصلات الهوائية، مما يؤدي إلي تعطلها. وكل هذا يؤدي إلي قصور تدفق الهواء في الرئتين وحدوث قصور في وظائف التنفس. وهذا القصور يتزايد تدريجيا وهو غير قابل للرجوع كلياً بواسطة الأدوية الموسعة للشعب الهوائية. من اجل الوقاية من مرض الانسداد الرئوي المزمن، يجب اولا الامتناع عن التدخين وعدم التعرض للمسببات البيئية، بمافي ذلك الوقاية من التلوثات بواسطة التطعيمات والمضادات الحيوية، وتوسيع القصبات الهوائية، الذي يتم عبر استنشاق مستحضرات طبية معينةلانه مرض خطير يمس اكثر من 17 بالمئة من الرجال الذين تزيد اعمارهم عن 40 سنة في الدول المتقدمة اما في الجزائر فقد تم تسجيل ما بين 100 و300 طفل مصاب بلابرونشيتنتيجة استنشاق رائحة السجائر المضرة بالصحة لذلك بات من اللازم توعية المجتمع وحث المواطنين على ضرورة الاقلاع عن التدخين . وللشارة فان المريض يمكن له ان يشفى اذا اكتشفت اصابته في مرحلة مبكرة على الاقل بعد سنة او سنتين من الاصابة اما في حال كانت مرحلة الاصابة متقدمة فالأمل في الشفاء يصبح منعدم تماما . وفيما يخص نفقات العلاج فان الدواء الخاص بالمصابين غالي الثمن ونسبة تعرض المرضى للموت تزيد خاصة بالنسبة للمسنين وكذا المصابين بامراض مزمنة خطيرة على السكري وارتفاع الضغط الدموي ،فيصبح المريض في هذه الحالة عبئا على الدولة والمجتمع ويتطلب علاجه اموالا كبيرة لذلك يجب توعية افراد المجتمعبضرورة الاقلاع عن التدخين والابتعاد عن تناول السجائر التي وللاسفلم يتم تسجيل اي نذرة في توفر ها على مستوى السوق الوطنية عكس الادوية واللقاحات التي كثيرا ما تعرف انقطاعا ونذرة.