استفاد المخرج الواعد عادل رمرام، كثيرا من تكوينه على هامش مهرجان دبي في طبعته الأخيرة خاصة من ناحية الاتصالات مع المختصين في الفن السابع، بالمقابل أقسم المخرج العصامي على إتمام فيلمه الأوّل ”الشبح” في غضون شهر ابتداء من منتصف شهر فيفري المقبل سواء تلقى الدعم المادي أو لا. عادل رمرام الذي كان من المقرر أن يشارك بفيلمه ”الشبح” في الطبعة الأخيرة لمهرجان دبي السينمائي الدولي، لم يتمكن من تحقيق حلمه لانعدام التمويل الذي لم يمكّنه إلاّ من تصوير بعض المشاهد من هذا الفيلم الذي يتناول موضوع البطالة..لكن لقطات فقط، مكّنته من التعريف بعمله أمام المختصين في هذه الفعاليات بعد مشاركته في الدورة التكوينية المنظمة في هذا الإطار تحت إشراف المختص في سينما بوليوود المخرج جون كابور الذي تعلّم منه -كما قال- الاهتمام بالنص والأحاسيس أثناء عملية التصوير. وزادت ثقة عادل بنفسه بعد هذا التكوين والتواصل مع السينمائيين العالميين، حيث أدرك أنّ أكثر المخرجين عصاميون مثله، كما تيقّن أنّ فكرة توفّر عتاد مهم ليس ضرورة قصوى في أوّل عمل، كما تمكّن عادل أيضا من التواصل مع مدراء شركات توزيع الأفلام العالميين، مما سيفتح له باب توزيع فيلمه على القنوات التلفزيونية العالمية وفي قاعات السينما الدولية، وكمثال عن ذلك، اتصال قناة ”أم بي سي” به وطلبها إمكانية شراء فيلمه حينما ينتهي من تصويره. وقرّر عادل أن يبدأ تصوير فيلمه منتصف فيفري المقبل بسكيكدةمسقط رأسه، وسينتهي من عملية التصوير والتركيب خلال شهر واحد، ليشارك بهذا العمل في الطبعة المقبلة لمهرجان دبي السينمائي وحتى في مهرجان كان إما داخل المسابقة أو خارجها. كما اتّفق رمرام على عقد تصوير فيلم قصير من سبع دقائق، وهو من إنتاج سعودي وكتابة وتقنية فرنسية -ألمانية وتمثيل إيراني، كما سيتم تصوير المشاهد بباريس شهر أفريل القادم، وفي هذا الصدد قال عادل ل«المساء” أنّه يملك صلاحية تعديل السيناريو وقبول أو رفض الممثلين المقترحين وكذا اختيار مواقع التصوير. ولم يتوقف جديد عادل عند الفيلم القصير هذا، بل اتّصلت به شركة إنتاج أمريكية، بغرض تصوير فيلم طويل إلاّ أنّ المحادثات ستتجدد بعد أن ينهي عادل من تصوير فيلمه القصير، وفي هذا السياق، أعجب محدثنا باحترافية مهرجان دبي الذي لا يدخله إلاّ المختصون وتكثر فيه الاتصالات. وطرحنا على عادل مسألة تصوير فيلمه مع انعدام التمويل وهو ما دفعه في السابق إلى التوقّف عن عمله هذا؟، فأجاب أنّ لديه اتصالات حثيثة مع العديد من الشركات الخاصة في الإعلام السمعي البصري، النقل، المشروبات الغازية، الهاتف النقال والمأكولات، كلّها أو على الأقل البعض منها قد تنتهي بعقود تمويل للفيلم، لكن كلّ هذا يبقى في خانة الاحتمال، ليضيف عادل أنّه في حال عدم تلقيه أي دعم، سيصوّر فيلمه على نفقته الخاصة، مشيرا إلى أنّ الفيلم لن يكون في التصوّر التي يريده له باعتبار أنه بحاجة إلى عتاد مهم لتقديم أفضل لفيلمه ولكن قد تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. في ختام قوله، أكد عادل رمرام على تصوير عمله ”الشبح” مهما كلّفه الأمر خاصة وأنّه يتعامل مع فرقة من الممثلين والتقنيين، مستعدين لأن يعملوا بالمجان في انتظار تلقي الدعم وإن كان دعم وزارة الثقافة للجمعيات الهاوية في السينما شهر مارس المقبل. كما توقّف عند الفيلم الفلسطيني ”عمر” المرشح لجائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي، والذي قال أنّه صوّر في نابلس لشهرين فقط والنتيجة فيلم رائع مرشّح لنيل جائزة كبيرة ليضيف ”فما بالنا بالجزائر التي تعيش الاستقرار؟، نعم يمكننا أن نصنع فيلما محليا ونقدّمه للعالم رغم كلّ الصعوبات”. للإشارة، عادل رمرام شاب جزائري من ولاية سكيكدة، لا يتجاوز عمره 25 سنة، متحصّل على شهادة ليسانس تسيير، تخصّص مالية، استطاع أن يحوّل الجامعة علاوة على كونها فضاء للعلم، صدرا يحتضن الفنون من خلال إدماجه للفن الرابع بها، كما أسّس أوّل مهرجان مسرحي بالجامعة بتسمية ”أيام المسرح لجامعة سكيكدة” في ماي 2011.