يبقى مجلس إدارة مولودية وهران، مترددا ومنقسما على نفسه بشأن مستقبل العارضة الفنية للفريق، بعد الهزيمة المرّة التي تلقاها على يد المضيفة مولودية الجزائر بملعب عمر حمادي، بهدفين دون مقابل وهي الهزيمة الثالثة على التوالي، والتي أبقت رصيده خاويا منذ انطلاق مرحلة الإياب. ففي الوقت الذي يرى فيه طرف، ويمثله بالتحديد نائب مجلس الإدارة العربي عبد الإله، أن الوقت غير مناسب لإحداث أي تغيير على مستوى العارضة الفنية في هذا الظرف بالذات الذي تتأهب فيه التشكيلة على خوض منعرج هام، ويتمثل في ثلاثة لقاءات هامة، اثنين ضد نفس المنافس ألا وهو شبيبة القبائل، المرة الأولى سيقابله برسم البطولة الاحترافية الأولى في جولتها التاسعة عشرة الجمعة المقبلة بملعب أحمد زبانة، والثانية في منافسة كأس الجمهورية (الدور ربع النهائي) يوم الثلاثاء القادم (18 فبراير) بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو، لتعود التشكيلة لجبهة البطولة وتنتقل بعد أربعة أيام إلى مدينة قسنطينة لمجاراة القوي الشباب، وإذا علمنا رغبة المسيرين في الاحتفاظ ببصيص أمل في رؤية زملاء الحارس بلعربي ينشطون في الدور القادم من جبهة الكأس ولما لا بلوغ النهائي -رغم التحفظ الشديد لكثيرين بالنظر لتذبذب أداء ونتائج الفريق منذ انطلاق مرحلة الإياب- فإن الطرف المتريث أضحى يدافع باستماتة على بقاء الطاقم الفني، بعدما كان موافقا على أي قرار بإقالته بعد الهزيمة داخل القواعد أمام وفاق سطيف. ويقابل هذا الطرف الذي يرفض تمديد بقاء بن شاذلي مشرفا فنيا على الفريق مهما حصل، حتى يبرئ نفسه أمام الأنصار بحسب إعتقاده، ويود أن يظهر أمامهم بصفة المنقذ للمولودية الوهرانية قبل فوات الأوان، غير أنه لايزال مترددا في تنفيذ رغبة الإقالة، لكنه جنح لموقف آخر حتى لا يضيع كامل أسهمه أمام هؤلاء الأنصار، ورغبته في إحالة بعض اللاعبين على المجلس التأديبي، يتهمهم بتعمدهم بالغش، وعدم تبليل القميص في المباريات الأخيرة، ومن بينها التي لعبت ضد ”العميد”، التي يرى هذا الطرف أن الفريق كان قادرا على غنم على الأقل نقطة التعادل من أمام أشبال المدرب فؤاد بوعلي، والمقصود بهؤلاء اللاعبين نساخ، هشام شريف وعواد لكن حتى هذه الرغبة يشكك فيها المتتبعون، ويعتبرون مايسمعون بشأنها مجرد تصريحات وذر للرماد على الأعين، وحجتهم حديث المسيرين في عديد المرات عن عزمهم ”تأديب” وزجر المخلين بالانضباط لكن دون تجسيد، ثم إن الإدارة تخشى أن ينقلب الأمر عليها، ويقاطع ”غير المنضبطين” الفريق، والحق سيكون في صفهم لأن غالبيتهم لم تسو مستحقاتهم بعد، وفي هذه الحالة سيعوج الأمر أكثر، وهي التي تحاول تقويمه لأنه عليها تقويم إعوجاج تسييرها قبل حسب نفس المتتبعين. والتصريحات السابقة للمدرب جمال بن شاذلي، والتي زاد وأكد عليها مجددا عقب نهاية لقاء عمر حمادي، تظهر للعيان، وتضع الإدارة في موقف المتهم رغم سعيها كل مرة درء كل التهم عن نفسها، حيث قال بن شاذلي أن الإدارة لها نصيب هام في التسيب التي تعرفه التشكيلة، بسبب غياب النيّة، وعدم اعتبارها التقارير الانضباطية التي كان يدونها ويرفعها إليها، حتى تتخذ الإجراءات اللازمة ضد المخلين بالإنضباط في التدريبات والمقابلات الرسمية، دونما تهرب من مسؤوليته في التعثرات الأخيرة للفريق، متشبثا في نفس الوقت بمنصبه، ومواصلة العمل بجد للخروج بالمولودية إلى بر الأمان. وتنتظربن شاذلي، مأمورية صعبة لإعداد كتيبته للمقابلات القادمة، وبدايتها بلقاء شبيبة القبائل الذي سيغيب عنه المدافع الأيسر نساخ بسبب احتجاجه على حكم اللقاء السابق ضد مولودية الجزائر، وثنائي الهجوم كوريبة وبوعيشة، والأكيد أن التقني الوهراني سيركز عمله على الجانب النفسي لرفع معنويات لاعبيه المحبطة والتي هي رخوة أصلا.