فاجأ رئيس مولودية وهران، يوسف جباري الجميع بعد أن قرر الانسحاب من رئاسة الفريق، حيث أكد يوم أمس، أنه سيعقد على أقصى تقدير نهار اليوم الاثنين اجتماعا لمجلس الإدارة ليرسم استقالته أمام أعضاء مجلس الإدارة. وقد جاء هذا القرار بعد أن تلقى وابلا من السب والشتم في المواجهة الأخيرة ضد وفاق سطيف ورغم أنه أكد بعد المواجهة أنه لم يتأثر إلاّ أنه فعليا يبدو قد تأثر من الذي حدث أول أمس بملعب أحمد زبانة. ونبقى ننتظر إن كانت فعلا هذه هي نية الرئيس من الانسحاب فعلا أم أنه سيتراجع عن القرار مثلما يحدث مع العديد من رؤساء الأندية. الساعات القادمة ستبلغنا أكثر عن نوايا الرئيس. الهزيمة أمام الوفاق تفجر بيت الحمراوة تكبّد فريق مولودية وهران هزيمة جديدة، هي الثانية داخل الديار في هذا الموسم والثانية أيضا منذ بداية عام 2014، والتي ستكون لها تداعيات كبيرة على الفريق، وستؤثر حتما على سيره الحسن، حيث أن الوضع قد انفجر والأمور أصبحت لا تبعث على الارتياح، إلى درجة أننا نسير نحو تعيين ثالث مدرب على رأس الفريق منذ بداية الموسم الحالي، لأن أيام الطاقم الفني الحالي بقيادة جمال بن شاذلي صارت معدودة، وحسب التحركات التي تدور في كواليس الإدارة وانتقاد الرئيس جباري علنا لمدربه، فإن إقالة المدرب تبقى قضية وقت وفقط، ومن المستبعد أن يكون هو المسؤول الأول عن الفريق يوم السبت القادم بملعب عمر حمادي في المباراة التي ستجمع «الحمراوة» بالعميد. الكل يحمّل المدرب المسؤولية والبداية من الرئيس ويبدو جيدا أن الجميع قد وجد «الضحية السهلة» بتحميل المدرب كل ما حدث بالفريق والنتيجة السلبية التي حققها ضد الوفاق، والبداية بالرئيس الذي ليس من عادته انتقاد المدربين، هذه المرة فتح النار على بن شاذلي محمّلا إياه مسؤولية الهزيمة، حيث يرى أن خيارات المدرب عموما لم تكن في المستوى وأنه أذنب في العديد من الخيارات منها معاقبة نساخ شمس الدين رياضيا، بعدم استدعائه، ما يعني أن الطلاق وشيك بين الإدارة والمدرب بن شاذلي. العلاقة بين المدرب واللاعبين توترت بالإضافة إلى تحميل الإدارة ومجموعة من الأنصار الهزيمة لبن شاذلي، فإن العلاقة التي تربط بين المدرب ولاعبيه توترت، ويبدو أن الحادثة التي وقعت له مع بورزامة بالمسيلة وتوتر العلاقة بينه وبين نساخ وحتى الملاسنات التي دخل فيها مع عوامري لدليل قاطع على أن العلاقة بين بن شاذلي ولاعبيه لم تعد على ما يرام ويبدو جيدا أنه حتى إذا لم تقم الإدارة بإقالته، فإن علاقته بلاعبيه لن تكون في المستوى وهذا ما سيؤثر حتما على السير الحسن للفريق في حالة بقائه على رأس العارضة الفنية. والدليل على أن بن شاذلي أصبح نسبيا لا يتحكم في المجموعة هو أنه في المباراة الأخيرة، المدافع بوزرامة الذي ناداه الطاقم الفني لكي يكون البديل الثالث مكان الشاب جدان، رفض بطريقة غير مباشرة الدخول وهذا ما جعل المدرب يقحم في آخر المطاف هشام مختار في نهاية المواجهة. هذه الحادثة دليل قاطع على أن «حبل الودّ قد انقطع بينه وبين اللاعبين». يعاب على بن شاذلي خياراته وطريقة اللعب المتواضعة وما يعاب على الطاقم الفني الحالي، هو الخيارات التي قام بها، بما فيها إقحام عناصر بدل عناصر أخرى وبالإضافة إلى الخيارات وعدم تحكمه في المجموعة، هناك أيضا طريقة لعب الفريق التي أصبح الجميع ينتقدها، ورغم أن النتائج التي حققها الطاقم الفني الحالي كانت نسبيا إيجابية، فإنه من جهة أخرى طريقة اللعب لم تكن تعجب أحدا، لهذا الهزيمة الأخيرة بداخل الديار كانت بمثابة قطرة الماء التي أفاضت الكأس وهذا ما يؤكد بنسبة كبيرة للغاية أن أيام بن شاذلي معدودة وأن رحيله بات قريبا. وضعية الترتيب العام لم تتغير كثيرا لكن يجب الاستفاقة قبل فوات الأوان ولو ننظر لوضعية الفريق على العموم في الترتيب العام، فإنها ليست كارثية، لأن الفريق يبقى يحتل المركز الحادي عشر وهو بعيد عن أول فريق معني بالسقوط وهو شباب عين فكرون بخمس نقاط. وما زالت الأمور عادية نوعا ما، لكن في نفس الوقت يجب التدارك قبل فوات الأوان، خاصة في المباريات التي تلعب داخل الديار والتي ستكون صعبة للغاية، مثل تلك التي تنتظر الفريق بعد أسبوعين ضد شبيبة القبائل وبعدها ضد إتحاد الحراش بدون نسيان التنقلات الصعبة لملعب عمر حمادي ضد العميد وملعب الشهيد حملاوي ضد شباب قسنطينة.