عاش سكان قطاع غزة امس، اول يوم من عمر الهدنة العسكرية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وادارة الاحتلال الاسرائيلي بعد سنوات من القهر والمعاناة وابشع الاعتداءات والجرائم.ولم تسجل طيلة نهار امس، اية عملية مسلحة من هذا الجانب او ذاك ضمن مؤشرات قد تساعد على عدم قيام الجانبين باية علميات عسكرية بينهما. وقال سامي ابو زهري الناطق باسم حركة حماس التي وقعت على قرار التهدئة أن اليوم الاول من التهدئة مر بسلام بما قد يؤشر على استمرارها طيلة المدة التي تم الاتفاق حولها. وكانت حركة حماس واسرائيل توصلتا نهار الاربعاء بوساطة مصرية الى التوقيع على هدنة من ستة اشهر بدا سريانها على اراضي قطاع غزة منذ فجر اول امس الخميس. وبرر ابو زهري مرور اليوم الاول دون قلاقل الى رغبة اسرائيلية في تحقيق تهدئة على خلفية الازمة السياسية المستفحلة في داخل اسرائيل، كما اننا كما قال في حاجة الى هذه الهدنة بسبب المأساة التي عانى منها الشعب الفلسطيني طيلة سنوات . وكان مسؤول حركة حماس، يشير الى الحصار الذي فرضته ادارة الاحتلال منذ قرابة عام على 1.5 مليون من سكان قطاع غزة في محاولة لتركيع المقاومة ولكنها فشلت في تحقيق هدفها وارغمت في النهاية على التوقيع على قرار الهدنة الذي اقترحته حركة حماس منذ اشهر وسعى مدير المخابرات المصرية عمر سليمان الى تحقيقه على ارض الواقع. واذا كان اليومان الاولان من عمر هذه التهدئة قد مرا بسلام فإن ذلك لم يرق لأن يطمئن الفلسطينيين الذين شككوا في امكانية استمرار سريانها من منطلق تجربتهم السابقة مع اتفاقيات مماثلة سبق ان توصلت إليها السلطة الفلسطينية وحكومات الاحتلال المتعاقبة ولكنها كانت تنهار في كل مرة ولأتفه الاسباب التي تفتعلها اسرائيل لأغراض وحسابات مصلحية تهمها. واجمع سكان غزة الذين عانوا الويلات طيلة عدة سنوات على مخاوفهم من احتمال لجوء ادارة الاحتلال الى اقتراف جرائم ابشع ضدهم في حالة انهيار هذه الهدنة. وهي مخاوف ما انفكت تزداد على ضوء التصريحات التي ادلى بها وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الذي لا يفوت فرصة إلا وقال ان الهدنة لن تصمد طويلا بما يعني في المنطق العدواني الاسرائيلي ان الخيار العسكري سيكون الورقة التي تلجأ اليها ادارة الاحتلال للتعامل مع الفلسطينيين.