لاحظ متتبعون لتطورات الوضع العسكري بين قوات الاحتلال الاسرائيلي والمقاومة الفلسطينية هدنة غير معلنة من الجانبين على خلفية المساعي التي شرعت فيها السلطات المصرية على أمل التوصل إلى هدنة بين الجانبين وبهدف التمكين لاستئناف مفاوضات السلام بين الرئيس محمود عباس والوزير الأول الاسرائيلي ايهود أولمرت·
وتحركت الدبلوماسية المصرية في هذا الاتجاه بعد أن حصلت على الضوء الأخضر للقيام بذلك من الادارة الامريكية بعد الزيارة الأخيرة التي قامت بها وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس إلى القاهرة الأسبوع الماضي ضمن جولة قادتها إلى فلسطين المحتلة· وقالت مصادر متابعة لملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي أن السلطات المصرية تعتزم ضمن هذه المساعي اقتراح مبادرة شاملة على الجانبين تضمن دخولهما في تهدئة شاملة وفرض مراقبة على الحدود بين مصر وقطاع غزة وفتح معبر رفح ورفع الحصار الاسرائيلي المفروض على سكان قطاع غزة بالاضافة الى تبادل للأسرى بين إدارة الاحتلال وحركة حماس التي أسرت الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط· وشرع مفاوضون مصريون في مشاورات على انفراد مع ممثلي الطرفين لجس نبضهما ومعرفة مدى استعدادهما للدخول في هذه التهدئة ومقتضياتها وماهو المطلوب من كل طرف لإنجاح هذه الهدنة·وقال محمد بسيوني السفير المصري السابق في اسرائيل أن الاجانب المصري مازالت في مرحلة استماع لمواقف هذا الطرف أو ذاك حتى يتمكن من وضع مبادرة مفصلة وشاملة· وكان مسؤولون مصريون باشروا منذ الخميس الماضي مفاوضات مع وفدين عن حركتي حماس والجهاد الاسلامي بالقاهرة حول ترتيبات التوصل إلى إقرار هدنة مع الاحتلال الاسرائيلي· وجاءت هذه المشاورات قبل وصول الجنرال الاسرائيلي أموس جيلاد المستشار السياسي بوزارة الدفاع الاسرائيلية إلى القاهرة أول أمس الأحد حيث أجرى محادثات مع رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان المكلف بملف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية· وكشف محمد بسيوني أمس أن الجنرال ميلاد أموس أكد أن ادارة الاحتلال مستعدة للخدول في هدنة شرط أن لاتقوم حركة "حماس" بتسليح عناصرها وتكثيف عمليات تهريب السلاح الى داخل قطاع غزة انطلاقا من الأراضي المصرية· وتكون القاهرة ردت إيجابا على طلب ادارة الاحتلال بعد أن قررت الاسبوع الماضي بناء جدار عازل على طول حدودها مع قطاع غزة بعلو ثلاثة أمتار وإقامة حواجز شائكة لمنع تكرار عملية تدمير الجدار عند معبر رفح الشهر الماضي وتدفق مئات آلاف الفلسطينيين على المدن المصرية· وذكرت مصادر مصرية أن حماس والجهاد الاسلامي طالبتا بتهدئة تلتزم بها اسرائيل على أن تكون شاملة وتضم قطاع غزة والضفة الغربية وعدم اقتصارها فقط على قطاع غزة، في نفس الوقت الذي يتم فيه رفع الحصار الاسرائيلي المفروض على سكان هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية· للاشارة فإن الاتصالات المصرية تأتي أياما قبل شروع ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي بجولة إلى منطقة الشرق الأوسط لمتابعة تطورات الوضع· وينتظر أن يشرع تشيني في جولته الأحد القادم وتشمل سلطنة عمان والعربية السعودية واسرائيل والضفة الغربية وتركيا· والمؤكد في كل هذه الاتصالات أن الولاياتالمتحدة واسرائيل اعترفتا ضمنيا بحركة حماس كطرف لايمكن القفز عليه في أية مساعي لوضع ترتيبات أمنية لإنهاء المواجهة مع قوات الاحتلال·