قُتل خمسة متظاهرين على الأقل إثر تفجر الأوضاع مجددا بقلب العاصمة الأوكرانية كييف، التي تعيش منذ أكثر من شهرين على وقع حركة احتجاجية تقودها المعارضة المناهضة للرئيس فيكتور أيانوكوفيتش. وأكدت أولغا بليك المتحدثة باسم الشرطة، أن خمسة محتجين لقوا مصرعهم في المواجهات العنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن من دون أن تقدم أي تفاصيل أخرى. وكان أولغ موسيي رئيس المصلحة الاستشفائية التابعة للمعارضة، أكد مقتل ثلاثة محتجين على الأقل بعد تعرضهم لإطلاق النار وإصابة ما لا يقل عن 150 متظاهرا، 30 منهم وصف إصابتهم بالحرجة. وأضاف نفس المصدر أن أحد المتظاهرين المصابين بُترت إحدى يديه، بينما يعاني آخرون من إصابات على مستوى الأيدي والأرجل جراء تعرضهم لقنابل صوتية تصم الآذان. واندلعت مواجهات دامية بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب أمام مقر البرلمان الأوكراني، الذي كان من الفروض أن يعقد جلسة طارئة لمناقشة مسألة إمكانية إحداث تعديل دستوري، يسمح بتقليص صلاحيات الرئيس ضمن مسعى لاحتواء الأزمة المستفحلة في أوكرانيا، والتي أخذت في الفترة الأخيرة أبعادا دولية بعد تدخّل الاتحاد الأوروبي وروسيا على خط التسوية، كل حسب أهدافه ومصالحه. وتُعد هذه المواجهات الأعنف من نوعها التي تشهدها العاصمة كييف منذ نهاية شهر جانفي الماضي، إثر مقتل أربعة متظاهرين وإصابة 500 آخرين. وهاجم المحتجون قوات الأمن بزجاجات المولوتوف الحارقة، وهو ما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 37 شرطيا، بينما تمكن آخرون من اقتحام مقر حزب الرئيس أيانوكوفيتش وسط العاصمة لبعض الوقت قبل إخلائه، ولكنهم أبدوا إصرارا على مواصلة احتجاجاتهم، وخاصة محاصرة مقر البرلمان إلى غاية تحقيق مطالبهم في تغيير نظام الحكم. ومع تفجر الأوضاع مجددا في هذا البلد، اعتبرت روسيا أن عودة الاحتجاجات وموجة العنف كانت ”نتيجة” السياسة الغربية التي شجعت التصعيد. وذكرت وزارة الخارجية الروسية أمس أن ”ما يحدث يبقى نتيجة حتمية لسياسة غض الطرف التي انتهجها رجال السياسة الغربيون وهيئات أوروبية غضت البصر عن أعمال العنف التي تمارسها قوى راديكالية في أوكرانيا، مشجعين بذلك تصعيد العنف ضد النظام الشرعي في البلاد”. من جانبها، أبدت كاترين أشتون رئيسة دبلوماسية الاتحاد الأوروبي قلقها البالغ إزاء هذا التصعيد، وهي التي كانت زارت كييف والتقت بمسؤولين عن الفريقين المتصارعين ضمن مسعى لاحتواء الأزمة. يُذكر أن الاحتجاجات اندلعت في أوكرانيا منذ شهر نوفمبر الماضي على خلفية قرار الرئيس فيكتور أيانوكوفيتش إلغاء اتفاقيات شراكة مع الاتحاد الأوروبي لحساب التقارب مع روسيا، وهو ما رفضته المعارضة التي نظمت مظاهرات عارمة واعتصامات كثيرا ما تحولت إلى صدامات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين، خلّفت سقوط قتلى ومصابين واعتقال عشرات المحتجين.