باريس وبرلين تستدعيان سفيري أوكرانيا لديهما للتنديد بالعنف واصل آلاف المعارضين الأوكرانيين صباح أمس الجمعة في العاصمة كييف، مظاهراتهم الاحتجاجية للمطالبة بتنحي الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، وقام المتظاهرون باحتلال مبنى وزارة الزراعة في العاصمة بعد فشل محادثات حل الأزمة. ودعت العواصم الغربية الحكومة الأوكرانية إلى احتواء الأزمة وفتح قنوات للحوار الجاد لإنهاء حالة الفوضى والعنف التي أدت إلى مقتل شخصين في مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن. وبينما جدد زعيم المعارضة ”فيتالي كليتشكو” مطلب الجماهير الغاضبة بضرورة تنحي الرئيس واستقالة الحكومة، هدد باستمرار المظاهرات وتوسيع نطاقها في العديد من المدن الأوكرانية، محذرا من إراقة المزيد من الدماء. وكانت وزارة الداخلية الأوكرانية ومصادر في المعارضة أعلنت عن سقوط أكثر من 100 جريح باشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن في وسط مدينة كييف، منذ تجدد المظاهرات في 19 جانفي الحالي، حينما نظمت المعارضة الأوكرانية مظاهرة جديدة احتجاجاً على صدور مجموعة من القوانين التي تفرض قيودا على المشاركة في المظاهرات. واستجابة لدعوات المعارضة، تحرك نحو ألف متظاهر من ميدان الاستقلال في كييف في الساعات الأولى من صباح الجمعة، وبدؤوا في وضع حواجز جديدة أقرب إلى المقر الرئاسي. وبدأت الاحتجاجات المناهضة ليانوكوفيتش في نوفمبر بعد أن امتنع عن توقيع اتفاق للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي، مفضلا على ذلك توثيق العلاقات الاقتصادية مع روسيا، وأثارت الاضطرابات القلق خارج البلاد. وهدد المتحدث باسم البيت الأبيض ”جاي كارني” بفرض عقوبات على أوكرانيا، وقال إن التوتر في البلاد نتيجة مباشرة لعدم اعتراف الحكومة بالشكاوى ”المشروعة” لشعبها. وفي سياق متصل، استدعت فرنسا السفير الأوكراني في باريس للتعبير عن إدانتها لأعمال العنف ضد المتظاهرين وفقا لما أكده وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أمس إن برلين استدعت سفير أوكرانيا لديها لتطالب الحكومة الأوكرانية بوقف استخدام العنف ضد المتظاهرين.