يعمد تجار محلات بيع الأحذية بأنواعها، والحقائب اليدوية على اختلاف أشكالها، إلى تخفيض الأسعار لتسويق السلع وعرض أخرى حسب الموسم، ولأن ”الصولد” يرتبط بفترة زمنية معينة، يسارع التجار إلى تزيين محلاتهم بملصقات تحمل عبارات ضخمة تشير إلى تخفيضات معقولة وأخرى مبالغ فيها لحمل الزبون على زيارة المحل. طبعت أغلب المحلات التجارية بشوارع العاصمة بعبارات ”صولد” أو التخفيضات، من بينها محلات بيع الأحذية والحقائب اليدوية النسوية التي أبدع أصحابها في جلب الزبائن إليها، من خلال عرض تشكيلات مختلفة لحقائب وأحذية مختلفة الأشكال والأنواع، فهناك من كتب على واجهة المحل تخفيض من 50 إلى 60 بالمائة على كل السلع، وهناك من فضل تحديد سعر كل نوع من الأحذية الجلدية الشتوية كالأحذية ”الغالية” والعادية وذات الكعب العالي والأنواع الرياضية، ب 1500 إلى 2000 دج. أما الحقائب الجلدية اليدوية النسوية ذات الجودة العالية بمختلف أحجامها، فانحصرت بين 2000 و3500 دج، إضافة إلى الحقيبة اليدوية صغيرة ومتوسطة الحجم التي بلغ سعرها 1000 دج، وشهدت سيلا جارفا من الإقبال، حيث اختارت بعض النساء أزيد من ثلاثة ألوان وموديلات مختلفة. بينما لجأ بعض التجار إلى الحيلة من خلال وضع السعر المخفض فوق الحقيبة مرفقة بحذاء خاص بالأفراح، وعند الدفع تتغير الأسعار، حيث يشير البائع إلى أن الأسعار منفصلة، مما يجعل الفتيات يشعرن بخيبة أمل وينفرن من المحل، إذ قالت إحدى الزبونات بأنه سلوك غير لائق ولا يخدم مصطلح ”الصولد” بل طريقة ل”الاصطياد”. وحول مفهوم ”الصولد” عند التجار، حدثنا صاحب محل أحذية وحقائب يدوية قائلا: ”هذا النوع من التسويق محدد بفترة معينة، الأولى من بداية الأسبوع الأول من شهر جانفي إلى مارس، والثانية من شهر أوت إلى أواخر شهر سبتمبر، ويستفيد أصحاب المحلات من تصريح وزارة التجارة وتكون مدة صلاحيته 15 يوما، حيث يحدد البائع الأسعار الملائمة لتسويق سلعته، إلا أن الملاحظ عدم وجود فرق بين المحلات في تحديدها. ومن جهة أخرى يفضل بعض التجار تخفيضها لأنه غير ملزم بتصريح، فيقوم بتصنيف سلعته وعرضها في كل موسم لكي يتفادى التراكم والكساد الذي قد يؤدي إلى الخسارة” . وفي حديثنا إلى بعض الزبونات اللواتي ينتظرن بشغف حلول موعد التنزيلات بالنظر إلى ضعف قدرتهن الشرائية، قالت سيدة كانت منهمكة في اختيار حذاء بأنها لا تستطيع اقتناء ما تريد في الأيام العادية، لأن أسعار السلع جد مرتفعة، وعليه فمثل هذه المبادرات تسمح لها باقتناء أشياء تسعدها وتفرح عائلتها. بينما أشار شاب في مقتبل العمر محب للبدلات الرياضية، في حديثه إلينا، إلى أنه يجد راحته في هذه المواسم، حيث تتنوع السلع بأسعار معقولة، مما يسمح له باقتناء زوجين من الأحذية بدل واحد.