نجحت تشكيلة جمعية وهران في خرجتها الجديدة، وعادت بنقطة ثمينة من ملعب الشاوية، بعدما فرضت على الاتحاد المحلي تعادلا إيجابيا (هدفين لمثلهما)، ويعد هذا التعادل الثالث في خرجات الوهرانيين إلى شرق البلاد، بعد آخرين سبق لهم وأن سجلوهما أمام كل من اتحاد عنابة وشباب باتنة، غير أن المحقق أول أمس، هام جدا لديهم كلهم حيث مكنهم من تعزيز مركزهم فوق المنصة، حتى ولوكان ذلك بالشراكة مع اتحاد البليدة والمضيف اتحاد الشاوية. ويمكن القول بأن هذه الجولة خدمت "الجمعاوة" في الحفاظ على مكسبهم، بعد خسارة الرائد اتحاد سيدي بلعباس في المدية أمام الأولمبي المحلي بهدف دون رد، ما قلص الفارق بينهم وبينه إلى ثلاث نقاط، والبليديين الذين فوتوا فرصة الانفراد بالوصافة بعثرتهم في بوسعادة بنفس النتيجة، واتحاد الشاوية الذي كبحته إرادة أشبال مواسة، الذين سيزداد همهم بعد تشكل كوكبة أخرى من ملاحقين جدد وهم: وداد تلمسان ونصر حسين داي وبدرجة أقل أولمبي المدية. لكن وفي خضم ذلك لايمكن التغاضي عن الجهد، الذي بذله أبناء فريق "المدينة الجديدة" في تحصيل التعادل أمام أبناء الرئيس عبد المجيد ياحي المعروف عنهم قوتهم وصعوبة ترويضهم داخل قواعدهم، والدليل ترك وداد تلمسان واتحاد البليدة كامل الزاد هناك، وحتى تكون هذه الخرجة موفقة وظف مواسة كامل الأوراق المتاحة لديه بإقحامه للمدافعين بن عيادة وزيدان المستنفذين للعقوبة، وتعافي الشاب بن قابلية من الإصابة، وتجديد الثقة في الحارس مزاير، والجديد كان تعويله على المحنك عيساوي منذ صافرة البداية لكي تؤطرهجمات فريقه التي تأخرت بنصف ساعة، وبعدما شعرت التشكيلة بخطر محدق بها باعتمادها على الدفاع فقط، وتركها المبادرة للمحليين الذين صنعوا فرصا هامة كادوا يوقعون بها الأسبقية في النتيجة، خصوصا في الدقيقتين ال11 من قوميدي وال29 من يوسف خوجة، ولم يخرج الوهرانيون من قوقعتهم إلا بحلول الدقيقة ال30 بعد كرة مخادعة من الشاب بن قابلية الذي نشط على الرواق الأيسر، والمدافع بن عيادة بعد قذفة صاروخية أبعدها بصعوبة الحارس قارح (د36)، ليعود المحليون إلى المبادرة الهجومية التي منحت لهم هدفا سجله في الوقت بدل الضائع لاعبهم خياط. وفيما كان ينتظر استفاقة الجمعية الوهرانية، لتدارك تأخرها فور انطلاق الشوط الثاني فاجأها الشاوي يوسف خوجة بهدف ثان سجله بطريقة سلسة في الدقيقة ال54، وهو الهدف الذي طمأن المحليين، وحفز زملاء الحارس مزاير حتى يندفعوا جميعهم نحو الهجوم، مستغلين بعض التراخي في صفوف الشاوية، وهو ما أتاح لهم تعديل النتيجة بعد هدفين جميلين من إمضاء الشابين الواعدين بن قابلية في الدقيقة 61 وبلعالم في الدقيقة 83، كانا عنوانا لنيل فريقهما نقطة ثمينة وبقائه في مقدمة الترتيب. ولقد أبدى مواسة رضاه عن هذا التعادل، وأداء لاعبيه الذي وصفه بالرجولي، حيث قال: "ليس بمقدور أي فريق الخروج غانما من ملعب الشاوية الذي لم يقدم أداء كبيرا، رغم تقدمه في النتيجة على مرتين متتاليتين، لكن أشبالي أبانوا عن قوة ذهنية بعودتهم بقوة وتعديل النتيجة، وكان بإمكاننا قتل المباراة في الدقائق الأخيرة، بعدما لاحت ثغرات في دفاع الشاوية لكن المهم أننا قدمنا أداء جيدا نستحق عليه نقطة التعادل". أما عبد المجيد ياحي، رئيس الشاوية، فاعترف بأن المباراة كانت مفتوحة على كل الإحتمالات، وأن فريقه واجه تشكيلة وهرانية تستحق الإحترام ومركزها الحالي، داعيا أشباله إلى نسيان هذا التعثر ومواصلة العمل بنفس الجدية، لتعويض ماضاع منهم أمام الجمعية في المقابلات القادمة، مؤكدا أن حظوظ فريقه في الصعود لازالت قائمة شأنه في ذلك شأن فرق المقدمة.