تحتضن دار الثقافة ”مولود معمري” بولاية تيزي وزو، لقاء دراسيا حول حياة وأعمال الكاتب الراحل مولود معمري، عنوانه ”الأنتربولوجيا في أعمال مولود معمري” الذكرى ال 25 لرحيل صاحب رائعة ”الربوة المنسية” التي حوّلها المخرج الراحل عبد الرحمان بوقرموح إلى عمل سينمائي مميّز، إذ يدوم اللقاء يومين. سطر المنظمون برنامجا يضم نشاطات مختلفة تحتضنها دار الثقافة ”مولود معمري”، حيث تستهل بتدشين معرض حول حياة وأعمال الكاتب مولود معمري، بالإضافة إلى كتب ومقالات صحفية تناولت حياة أحد أعمدة الأدب الجزائري، متبوعا بإطلاق مسابقة ”جائزة مولود معمري”، مع إنجاز مدرسة الفنون الجميلة لعزازقة لوحة فنية للراحل. ويتخلل برنامج الذكرى، إلقاء محاضرات بقاعة المسرح الصغير، منها محاضرة عنوانها ”مولود معمري وثاموسني”، ومحاضرة ”مولود معمري الاجتماعي الأنتربولوجي”، وغيرها من المحاضرات التي يقدمها أساتذة جامعيون من جامعة تيزي وزو وقسم اللغة الفرنسة التابعة للجامعة. وينتظر أن تنظم مديرية الثقافة لتيزي وزو غدا الخميس خرجة إلى قرية توريرث ميمون الواقعة بدائرة بني يني، حيث دُفن الكاتب لوضع باقة من الزهور على قبره والترحم على روحه، فيما ستقام بقاعة المسرح الصغير بدار الثقافة لتيزي وزو مائدة مستديرة حول حياة وأعمال الكاتب مولود معمري ينشطها الدكتور سعيد شماخ والسيد بن خمو مصطفى أستاذ اللغة الأمازيغية بجامعتي تيزي وزو والعاصمة. والأديب الراحل مولود معمري من مواليد 28 ديسمبر 1917، تلقى تعليمه الابتدائي بمسقط رأسه التحق عام 1928 بالمغرب وهو في سن ال 11، درس بمدينة الرباط في كنف عمه، ليعود سنة 1932 إلى أرض الوطن، ليلتحق بثانوية بوجو (ثانوية الأمير عبد القادر حاليا) بباب الوادي، ثم انتقل إلى ثانوية لويس الأكبر بباريس. وفي 1939 جنّد الكاتب من طرف السلطات الاستعمارية مدة سنة، ليلتحق في 1940 بكلية الآداب بجامعة الجزائر، وبدأ الراحل بذلك مشواره مع الكتابة من خلال مقالات بمجلة ”أكدال” المغربية حول المجتمعات الأمازيغية، ليلتحق بسلك التعليم في سنة 1947 بولاية المدية، ثم بابن عكنون. كما قام معمري خلال هذه المرحلة بالتأليف وأخرج روايته المشهورة ”الربوة المنسية” عام 1952 وفي سنة 1955 أصدر الكاتب رواية ”النوم العادل” وكتاب في النحو الأمازيغي أسماه ”تاجرومت” (القواعد). وأمام ملاحقته من طرف القوات الفرنسية غادر الجزائر إلى الرباط والتي قام خلالها بدراسات تتناول اللسانيات الأمازيغية في سياق أكاديمي، ليعود بعد الاستقلال إلى الجزائر، حيث أصدر ”الأفيون والعصا” في 1965، كما جمع ونشر مجموعة قصائد الشاعر ”سي محند أومحند”، وغيرها من الأعمال الخالدة، وتوفي الأديب يوم 26 فيفري 1989، إثر حادث مرور بعين الدفلى. يذكر أن التظاهرة تنظمها دار الثقافة لتيزي وزو بالتنسيق مع جامعة ”مولود معمري”، والجمعية الثقافية لأساتذة اللغة الأمازيغية لتيزي وزو.