مستقبل العلاقات الاقتصادية واعد بعد إقامة الشراكة الاسترتيجية أكد المستشار التجاري بسفارة الصين لدى الجزائر، ليوي يي فنغ، أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجزائروالصين ستنطلق نحو مستقبل واعد بعد إقامة شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين وخاصة في ثلاثة مجالات رئيسية وهي المقاولات الهندسية والتجارة والاستثمارات. وأشار المستشار الصيني في مقابلة مع وكالة أنباء (شينخوا) بمناسبة إعلان الصينوالجزائر الارتقاء بعلاقاتهما الثنائية إلى شراكة استراتيجية شاملة، أول أمس، إلى أن العلاقات السياسية بين البلدين تمضي في مسار جيد ومتميز للغاية، ومن المؤكد أن تعزيز العلاقات السياسية سوف يسهم على نحو كبير في دفع تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين مستقبلا. وحول تلك المجالات الثلاثة التي يتمحور حولها التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصينوالجزائر، قال ليوي إنها من المتوقع أن تشهد طفرة كبيرة بعد الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية شاملة. وألمح إلى أنه على صعيد الاستثمارات، من المتوقع أن تستفيد الشركات الصينية من رفع مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين من خلال منحها فرصا أكبر، لاسيما وأن استثماراتها وخاصة المباشرة منها محدودة الآن في الجزائر.وأضاف أن التعاون بين البلدين في المجال التجاري يشهد تقدما مطردا، حيث يأتي حجم التجارة بين الصينوالجزائر منذ فترة طويلة في المراتب الثلاث الأولى بالنسبة لإجمالي حجم التجارة الخارجية للجزائر، وفي الوقت نفسه حلت الصين محل فرنسا لتصبح أكبر شريك تجاري للجزائر في عام 2013، موضحا أن حجم التبادل التجاري السنوي بين الصينوالجزائر يتجاوز 8 ملايير دولار أمريكي في عام 2013 ويزداد بنسبة مليار دولار سنويا. ورغم إقرار المستشار بأن مستوى المنتجات الصينية المصدرة إلى الجزائر حاليا ليس مرتفعا، مما يدفع بالمواطنين الجزائريين إلى الاعتقاد بأن جودتها منخفضة، إلا أنه أكد على أهمية تسريع خطى تعزيز التبادلات التجارية بين البلدين، مضيفا أنه من المتوقع أن تصدر منتجات صينية رفيعة الجودة إلى هذا البلد لتتحسن سمعتها بين الجزائريين. وقال إنه مع الإعلان عن هذا الحدث الهام في العلاقات الصينية- الجزائرية، ينتظر أن يتوسع نطاق التعاون بين البلدين في مجال المقاولات الهندسية ويزداد كثافة، لاسيما وأن الشركات الصينية تعد من المؤسسات النشطة في مجال المقاولات الهندسية داخل الجزائر، حيث أثمرت مشروعاتها بناء المركز الوطني للمؤتمرات وثالث أكبر مسجد في العالم وغيرهما من المشروعات العامة، علاوة على مشاركتها في مشروعات مدنية مثل تشييد مئات الآلاف من الوحدات السكنية.وحول هذا التعاون، أشار المستشار إلى أن الأعمال التي تنجزها الشركات الصينية العاملة في الجزائر في قطاع المقاولات، بما فيها الشركة الوطنية الصينية لهندسة البناء والشركة الصينية المحدودة لبناء السكك الحديدية وغيرهما، تحظى بإشادة الجزائريين، مضيفا أنه من المتوقع أن تضخ الجزائر استثمارات ضخمة في مشاريع كبرى تتعلق بالبنية التحتية خلال السنوات المقبلة، الأمر الذي سيتيح إمكانات كبيرة للتعاون بين البلدين في هذا المجال. وأكد المستشار ليوي أن الاتصالات والأنشطة رفيعة المستوى بين الصينوالجزائر ستصب في صالح تعزيز التعاون بينهما في شتي المجالات ودفع هذه الشراكة الجديدة إلى الأمام. وكان بيان مشترك صدر، أول أمس، بمناسبة الذكرى ال55 لإقامة العلاقات الدبلوماسية الجزائرية–الصينية، أشار إلى أن الشراكة الثنائية تهدف إلى تكثيف الحوار السياسي على كافة المستويات، من خلال آليات منتظمة لتنسيق وبرمجة التعاون الثنائي في كافة الميادين الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية والعسكرية والأمنية، فضلا عن مجال علوم الفضاء وتوسيع التواصل الإنساني والثقافي والاجتماعي بين الشعبين بما يحقق تطلعات الشعبين ويخدم المصلحة المشتركة للبلدين.وأكد البلدان في هذا الصدد على ضرورة مواصلة التنسيق والتشاور بينهما وعزمهما على مواصلة لعب دورهما الحيوي من أجل الحفاظ على السلم والأمن الدوليين وجهودهما في بناء نظام دولي عادل ومنصف في ظل تطورات الأوضاع في الساحتين الدولية والإقليمية وعلى ضوء التحديات التي تواجهها الدول النامية.