سيشكل تقييم سير مشاريع الطرق الجاري انجازها في إطار مبادرة الشراكة الجديدة في إفريقيا "نيباد" على غرار الطريق السريع العابر للصحراء والطرق الرابطة بين الدول المغاربية، أحد محاور المؤتمر الإفريقي الثاني للطرق الذي سينعقد في أنغولا، حسبما أفاد به أمس وزير الأشغال العمومية السيد عمار غول. وقال الوزير في تصريح للصحافة على هامش زيارة لمشروع الطريق السريع الثاني بالعاصمة أن هذا المؤتمر الذي سينعقد بالعاصمة الأنغولية لواندا من 26 إلى 29 جوان الحالي، سيتطرق أيضا لتمويل مشاريع القطاع في البلدان الإفريقية إلى جانب موضوع صيانة وتسيير الطرق والمنشآت الفنية في القارة. وأضاف الوزير أن الجزائر ستدعو بمناسبة هذا المؤتمر الذي سيشهد مشاركة أزيد من 500 مختص في القطاع يأتون من 38 دولة إلى وضع خريطة افريقية لمشاريع البنية التحتية للربط بين مختلف دول القارة الإفريقية. وحسب السيد غول سيشكل هذا اللقاء أيضا فرصة للدول الإفريقية لعرض وتبادل التجارب والخبرات ومعالجة انشغالاتها في القطاع من خلال تكوين الموارد البشرية في مجال إنشاء ومتابعة المشاريع الكبرى للقطاع. وسيتم خلاله كذلك التحضير للمؤتمر العالمي للطرق المنتظر انعقاده السنة المقبلة. من جهة أخرى أكد الوزير أن نسبة تقدم أشغال انجاز الطريق السريع الثاني والمنتظر أن يربط بين زرالدة وبودواو قد بلغت نحو 75 بالمائة. وأوضح الوزير في ختام زيارة تفقد قادته إلى عدة نقاط من مسار هذا الطريق أن "الأشغال الكبرى لهذا المشروع قد تمت ولم تبق سوى الأشغال الثانوية"، حيث من المنتظر أن تسلم مقاطع هذا الطريق الممتد على طول 65 كلم على ثلاث مراحل. وستعطى الأولوية يضيف السيد غول إلى استكمال المقطع الرابط بين زرالدة والدويرة الذي بلغت به الأشغال نسبة "جد متقدمة"، حسب مسؤولي الوكالة الوطنية للطرق السريعة. في هذا الشأن ألح الوزير على ضرورة اغتنام فترة الصيف للإسراع في وتيرة الإنجاز على هذا الشطر الذي يتضمن عددا من المحولات والجسور التي أكد الوزير أهمية توظيف التقنيات الجديدة في مجال انجازها. وسيتم في المستقبل القريب إدخال تقنية جديدة "ستكون الأولى في إفريقيا" ستسمح من خلال الربط بالأقمار الاصطناعية بإنجاز وتعبيد الطرق بشكل يجعلها أكثر مقاومة للعوامل الخارجية ما يعطي للمنشآت (طرق وجسور) مدة حياة أطول بنحو15سنة مقارنة بالمنشآت التي يجري إنجازها وفق الطرق التقليدية. ومن بين مزايا هذه التقنية الربح في الوقت بالتقليل في مدة الإنجاز بنحو4 أشهر إضافة الى الاقتصاد في الحصى المستخدم في تزفيت الطرق وفقا لما أكده السيد غول، الذي أشار إلى عقد يوم دراسي سيخصص للتعريف بهذه التقنية الحديثة قبل تعميمها على مشاريع القطاع عبر الوطن. وبالإضافة إلى ربطه بالطريق السيار شرق غرب سيتم إنشاء عدد من المحولات والطرق الفرعية لربط الطريق السريع الثاني بعد استكماله بالطريق السريع الثالث الذي سيصل بين الناظور (تيبازة) وبرج منايل (بومرداس) والذي سيمتد على مسافة نحو130 كلم. ولدى توقفه على مستوى محول الرويبة ألح مسؤول القطاع على ضرورة الإسراع في إطلاق الأشغال لإنشاء محول جديد بطول 4 كلم يربط الطريق السريع الثاني بمطار الجزائر الدولي. وسيسمح الطريق السريع الثاني مع تسليمه الكلي منتصف السنة المقبلة بامتصاص نحو 60 في المائة من الحركة المرورية التي يشهدها الطريق السريع بن عكنون والدار البيضاء. وسيتم ربط الطريق أيضا بعدد من المرافق العمومية والمنشآت الاقتصادية والخدماتية الواقعة في الولايات الثلاث على غرار المدينةالجديدة سيدي عبد الله ومصنع الإسمنت لمفتاح والمنطقة الصناعية بكل من سيدي موسى والرويبة.