دشن وزير الأشغال العمومية السيد عمار غول أمس خلال زيارته لمشاريع العاصمة برفقة الوزير الأنغولي للأشغال العمومية والطرقات السيد هجينو كارنييرو النفق الثاني لمشروع مفترق "لاكونكورد" الرابط بين بئر مراد رايس والبليدة في الاتجاهين· ويعد هذا الانجاز ثاني نفق بمشروع المفترق، حيث تم الشهر الماضي فتح النفق الأول الذي يربط بين حي الينابيع والبليدة، في انتظار استكمال كل أشغال التهيئة التي تشمل انجاز ممر علوي للراجلين وتهيئة محطة رئيسية لنقل المسافرين، وبالتالي إعادة رسم مخطط المرور بهذه النقطة الحساسة التي تشهد يوميا مرور أكثر من 100 ألف سيارة· كما شدد الوزير الذي عرض على ضيفه الانغولي مختلف التقنيات المستخدمة من قبل المؤسسات الوطنية في انجاز مثل هذه المشاريع الإستراتيجية، على ضرورة مراعاة البعدين الجمالي والأمني للموقع، والعمل ليلا لإنهاء كل عمليات التهيئة والتزيين ليلا لتفادي عرقلة حركة المرور· وشملت الجولة الميدانية للوزيرين بالعاصمة ثلاثة مشاريع حيوية أخرى تشرف الأشغال بها على الانتهاء، على غرار مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 11، بين مفترقي نادي الصنوبر والكثبان بعين البنيان، والذي بلغت وتيرة تقدمه 60 بالمائة· وقد شكلت زيارة السيد عمار غول للموقع فرصة للشركة المكلفة بالانجاز لاستشارته حول النماذج المقترحة لتهيئة محيط الموقع، لا سيما وان هذا الأخير الذي يعرف حركية كبيرة في حركة السير خلال موسم الإصطياف تصل إلى مستوى 120 ألف سيارة في اليوم، يراد جعله نهجا نموذجيا بابعاد ترفيهية وبيئية، مع الإشارة إلى أنه تم لهذا الغرض تخصيص رواق أخضر لممارسة الرياضة على رصيف النهج، ورواق أخر أصفر على الطريق مخصص للدراجات· وينتظر أن تنتهي كل أشغال انجاز هذا الشطر من المشروع الذي تطلبت تهيئته ترحيل 50 عائلة وتحويل 700 متر من الألياف البصرية وقناة ضخمة للتموين بالماء الشروب، بعد شهرين من الآن على اعتبار أن آجاله تم تحديدها مسبقا ب6 أشهر بداية من شهر نوفمبر الماضي فيما قدرت تكلفته المالية ب250 مليون دينار· وبموقع مفترق الطرق الجديد لبوشاوي الذي تم تسليمه في شهر رمضان الماضي، حث السيد غول مصالح قطاعه على استكمال كافة عمليات التكملة التي تتضمن على وجه الخصوص تنظيم محيط الموقع وتهيئة الطرقات الفرعية، ومنها طريق الربط بين المفترق والقرية الفلاحية للشراقة، مشددا في هذا السياق على أن "أي مشروع لا تنتهي به عمليات التكملة يعتبر غير مستكمل حتى ولو تم تسليمه" · وبهذا المفترق عرض السيد غول على نظيره الأنغولي التقنيات الحديثة المعتمدة في تهيئة مثل هذه المشاريع، ولا سيما منها تقنية الأسوار الخضراء والأضواء الذكية التي تنصب داخل الأنفاق، وتنير بمجرد حلول الظلام، كما استعرض بمفترق عين الله بدالي ابراهيم مختلف مراحل إنجاز هذا المشروع الذي استدعى تغيير المخطط المروري في كل مرحلة، بالنظر إلى حساسية الموقع الذي يعرف هو الآخر بكثافة حركة مرور والتي تفوق ال70 ألف سيارة في اليوم على مستوى اتجاه واحد فقط، في حين يضم المشروع نفقين وجسرا حديديا، وقد بلغت نسبة تقدمه 80 بالمائة، بعد أن تم تسليم الجسر والنفق الرابط بين عين الله والعاشور، في انتظار استكمال النفق الثاني الرابط بين بن عكنون والشراقة· وفي ختام الزيارة أعرب الوزير الانغولي عن إعجابه الكبير بالتطور المذهل الذي حققته الجزائر في مجال انجاز الهياكل القاعدية، واصفا تجربتها بالريادية على المستوى الإفريقي والمشجعة لتعزيز التعاون بين دول القارة في ميدان الأشغال العمومية، مشيرا من جانب آخر إلى أن زيارته إلى الجزائر تهدف إلى بحث سبل تفعيل التعاون الثنائي بين الجزائر وانغولا من جهة، والتنسيق بين وزيري قطاع الأشغال العمومية اللذين يعتبران عضوين في المكتب التنفيذي للمؤتمر الإفريقي للطريق حول القضايا التي سيتم تناولها في الدورة الثانية لهذا المؤتمر المقرر عقدها في جوان المقبل بالعاصمة الانغولية لواندا· وخلال المحادثات التي جمعت الوزيرين بالنادي الوطني للجيش، عرض السيد غول على ضيفه مختلف المشاريع الكبرى الجاري انجازها بالجزائر، مبرزا الخبرة التي اكتسبتها المؤسسات الوطنية العمومية والخاصة في الميدان والمستوى الكبير من التقدم الذي بلغته، مشيرا في السياق إلى الاهتمام الخاص الذي يوليه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لترقية التعاون والشراكة جنوب جنوب، والتزامه بإنجاح كل البرامج والمشاريع المدرجة في إطار الشراكة الجديدة للتنمية في إفريقيا (النيباد)·