كشفت السيدة زهرة جدي مديرة المركز المختص في تكوين وتمهين الأشخاص المعاقين جسديا بالطرق الأربعة ببلدية القبة، في حديث خاص أن البلديات هي من أكثر المؤسسات العمومية التي تستقطب ذوي الاحتياجات الخاصة للتربصات والتدريبات العملية، وإدماجهم ضمن فريق عملهم بعد تحصيلهم للشهادات. وأوضحت مديرة المركز خلال الحوار الذي جمعها "المساء"، أن أهم الوظائف الموجهة لهذه الفئة داخل المؤسسات هي السكرتارية، والمعلوماتية. اولا، ما هي الأهداف التي ينشدها مركز التكوين المهني لذوي الاحتياجات الخصة؟ يسعى مركز التكوين المهني والتمهين الطرق الأربعة بالقبة المتخصص في تكوين ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الإدماج المهني والاجتماعي لهذه الشريحة، من خلال توفير الفضاء المناسب لتكوينهم وإنشاء تخصصات تتماشى مع رغباتهم ومتطلبات عالم الشغل، بالإضافة إلى اكتساب حرف ومهن تكون مصدر رزق لهذه الفئة دون الاتكال على احد، فهذا المكان أصبح "الفرصة الثانية" لها غير انها تعاني التهميش مع قلة المراكز المختصة التي تعمل على توجيه وإرشاد ومساعدتها،فنحن نشير الى حاجتها ليد المساعدة، لاسيما وان كفاءتها قد تكون بنفس كفاءة الشخص السليم اذا أحسن استغلالها، وإدماج هذه الفئة في سوق العمل سوف يعطي فرصة لإظهار الإمكانات الدفينة التي تتمتع بها.
هل تمكن هذا المركز من استيعاب الطلب المتزايد من قبل هذه الفئة؟ المركز يرحب كل فصل بالعديد من المتربصين من 48 ولاية، وهو المركز المفضل للأغلبية بفضل كفاءة الأساتذة وسمعتهم الجيدة في التواصل مع هذه الفئة، لاسيما وان المتربصين القدماء هم بمثابة السفراء لنا في الولايات الأخرى، حيث يجيدون التعبير عن سعادتهم لتلقيهم تكوينات داخل المركز. الا ان هذا المركز لا يمكنه ان يستوعب الأعداد المتزايدة، لذا عملت وزارة التكوين والتعليم المهنيين على دعم هذا المركز بأربعة مراكز أخرى جهوية متخصصة في تكوين الأشخاص المعاقين في كل من ولايات: بومرداس ، غليزان ، الاغواط، وآخر في طور الانجاز بولاية سكيكدة.انشاء هذه المراكز جاء لتغطية احتياجات تكوين وتاطير هذه الشريحة من المجتمع.
وماذا عن الجانب البيداغوجي؟ تستقبل هذه المؤسسة شباب من الذكور والإناث من مختلف الولايات، خصصت إقامة لكل فئة إلى جانب مطعم ويوفر المركز كل الخدمات اللازمة لراحة المقيمين المتربصين، في إطار بيداغوجي مكيف لفئة المعوقين.وقصد تحسين شروط التكفل بهم من الناحية البيداغوجية، التقنية والثقافية، وقعت وزارة التكوين والتعليم المهنيين اتفاقية مع وزارة التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية بالخارج ما يضمن وجود فريق متخصص يحسن التعامل مع هذه الفئة لاسيما موجهين ومختصين نفسانيين وأساتذة في مختلف التخصصات ذو كفاءة تعليمية عالية.
ما الهدف من الشراكة التي أقمتموها مع وزارة التضامن؟ كان الهدف من هذه الشراكة التي تمت سنة 2004، إمكانية التكفل بالشباب المتخرجين من المدارس التابعة لوزارة التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية بالخارج قصد متابعة تكوين مهني يوافق مستواهم الدراسي وبالتالي تأمين لهم إمكانية الشغل. الى جانب مشاركة وزارة التضامن الوطني في التكفل بالأشخاص المعوقين أثناء تكوينهم من الناحية السيكولوجية، الطبية والاجتماعية، وتدعيم القدرات البيداغوجية للمكونين وإطارات المؤسسات التابعة لقطاع التكوين والتعليم المهنيين، وذلك في المجالات المختصة مثل لغة الإشارة "البراي".
ما هو عدد المتربصين حاليا داخل المركز؟ يحصي المركز هذه السنة تربص 120 شخصا من ذوي الاحتياجات الخاصة بإعاقات مختلفة الجسدية والسمعية والبصرية، وكذا الأمراض المزمنة وحتى الحالات الاجتماعية الخاصة كفئة البنات المتواجدات في خطر معنوي. يعمل الفريق البيداغوجي على تكوين هذه الشريحة في مختلف التخصصات مع مسايرة كل ما هو جديد في مجال التكوين وهو ما تجسد في التكوينات الجديدة التي تم فتحها في شهر فيفري 2014، المتمثلة في تخصص الحلويات، البستنة،الى جانب التخصصات الحرفية الأخرى.كما يوفر المركز تكوينا في الإعلام الآلي و ذلك بتوفير نظام "جاوس" أي الناطق الخاص بهذه الفئة بالإضافة إلى جهاز"براي لايت" وهو عبارة عن جهاز كمبيوتر محمول خاص بهذه الشريحة
وكيف يتم تكوين المتربصين؟ تتنوع أنماط التكوين بين إقامي والذي يتم داخل مؤسسات التكوين المهني منظم حسب حصص الدروس النظرية والتطبيقية ويشمل عدة أسابيع مخصصة للتربص التطبيقي الذي يهدف إلى اكتشاف المهنة والكفاءات الفردية، والتكوين عن طريق التمهين يضم الجانب التطبيقي والنظري وتتراوح مدة التكوين بين ستة أشهر وأربعة عشرة شهرا، وقد تصل بعضها الى 18 شهرا، يمر خلالها هؤلاء بمرحلتين الأولى تكون بمثابة مرحلة تحضيرية يتم بواسطتها تحسين مستوى المتربصين حسب متطلبات كل مهنة و منحه كل المعلومات، والثانية فهي مرحلة التكوين التي يتحصل من خلالها المتربص على المعرفة وحسن التصرف أين يتلقى حصص نظرية و تطبيقية ، تربص تطبيقي في الميدان وتكوين حسب المؤسسة التي يريد الاندماج فيها.
ما هي المؤسسات التي تستقطب أكثر هذه الشريحة وتعمل على إدماجها ؟ نحن كعاملين بالمركز نشكر بعض المؤسسات التي تساعد هذه الفئة للاندماج في سوق العمل، بعد الثقة التي تضعها في كفاءتهم وتوفر لهم مجال التربص العملي ضمن فريقهم، مع إمكانية توظيفهم بعد تحصيل الشهادات فهذا التفهم يساعد هذه الشريحة من المجتمع إثبات وجودها،ومن اهم المؤسسات التي تستقطب ذوي الاحتياجات الخاصة هناك البلديات التي غالبا ما يتجه نحوها المتربص، إلى جانب المستشفيات وبعض المراكز الطبية، إلى جانب المؤسسات الخاصة التي تعمل في الحرف اليدوية والتقليدية.
ما هي أهم الوظائف التي يشغلونها داخل هذه المؤسسات؟ يضمن هذا المركز تأهيلا متنوعا لذوي الاحتياجات الخاصة كعمال متخصصين في الإعلام الآلي، السكرتارية، وأعوان ذو تأهيل عالي بالإضافة إلى أعوان إشراف و تقنيون، ولقد أثبتت هذه الفئة إمكانيتها العالية في العمل بكل احترافية.