تعرف بعض محلات بيع الملابس النسوية من حقائب وإكسسوارات انتهاكا للحرمات من قبل بعض النسوة اللاتي أطلق عليهن اسم "الخياشات" أو "السارقات" في تعبير عن الأيادي الخفيفة، حسبما أشار إليه محدثونا من التجار الذين اضطرتهم الظروف للعمل كحراس علاوة على كونهم باعة، بمضاعفة عدد العمال، في حين فضل البعض الآخر الاستعانة بكاميرات مراقبة، وأجهزة إنذار. ما شد انتباهنا للتطرق لهذا الموضوع هو قيام سيدة خمسينية أنيقة بسرقة قلادة من طاولة بسوق خليفة بوخالفة بالعاصمة، حيث انتبه البائع لفعلتها، وطلب منها إعادة ما أخدته دون أن يعرضها للبهدلة، في البداية أنكرت الأمر، إلا أن إصراره معها وتهديده إياها بحملها إلى مركز الشرطة جعلها تخرجها من جبيها، حينها وصفها بعديمة الحياء، وضرب كفا بكف قائلا "هذه هي فائدة يوم من التعب". من جهتها انصرفت غير آبهة بما حدث في إشارة تنم عن تعودها على الأمر. وتعمد بعض السارقات من مختلف الأعمار للاختفاء وراء الحجاب آو الجلباب للتمويه، هذا ما أكدته لنا بائعات في محل بشارع بن مهيدي بالعاصمة تعرضهن للسرقة من قبل متجلببات يظهر جليا أنهن يتخفين وراء هذا الرداء الديني، والذي يسهل عليهن إخفاء السلع من ملابس، اكسسوارات، خمارات وأحذية بداخله، خاصة تلك التي لا تحتوي على أجهزة إندار، وتروي إحداهن قصتها مع سارقة قائلة "بعد أن اكتشفت أن المرأة سرقت طلبت منها إرجاع الخمارات، إلا أنها أنكرت الأمر، وقالت كنت أنوي دفع ثمنها كما أنني أبحث عن فستان يتماشى معها، وبعدها طلبت العفو من صاحبة المحل وهددت البائعة التي اكتشفت أمرها قائلة "اشفاي مليح على وجهي"، كما واجهن حالة أخرى من السارقات اللواتي يغتنمن فرصة اكتظاظ المحل ويسرقن أغراض الزبونات من هواتف وحقائب، حيث طلبت إحدى المتطفلات من زبونة قياس فستان لاقتنائه لأنها في مقاس أمها، وعند خروجها من غرفة التبديل لم تجد الفتاة التي سرقت منها حقيبتها". كما صرحت لنا إحدى البائعات بقلب العاصمة أنها جد مستاءة من مثل هذه الممارسات، وأنها تعرضت لعدة محاولات سرقة من عجائز للأسف، وكبيرات في السن يدخلن المحل رغم أنها تبيع ملابس شابات، حيث يغتنمن فرصة اكتظاظ المحل، خاصة خلال شهر رمضان وفترات الأعياد والمناسبات، التي ترى أنها تتعرض فيها للخسارة بدل الربح الذي يحققه أترابها من التجار. وأكثر من هذا أنها تعرضت لسرقة أغراضها الخاصة من خزينة المحل، وأضافت محدثتنا أنها بعد أن اكتشفت أمر إحداهن طلبت من مساعدها أن يلحق بها وبعد أن قبض عليها وأحضرها للمحل اتهمت السارقة صاحبة المحل بوضع الأغراض في حقيبتها" تقول "لقد وقفت مندهشة حينها ولم أجد ما أقوله سوى حسبي الله ونعم الوكيل". وأشار بعض محدثينا من أصحاب المحلات إلى أنهم لم يتعرضوا للسرقة، لأن المحلات مجهزة بكاميرات مراقبة وأجهزة إنذار، وأن السارقة تدرك جيدا انه سيتم حينها البحث عنها وتقديمها للعدالة بالدلائل. وبلغة تحمل الكثير من الأسى والآسف قال احد الباعة: "لقد تغيرت الأدوار، فبعدما كانت مهمة التاجر البيع والتفكير في كيفية إرضاء الزبون، بتنا الآن نعمل كحراس على مدار اليوم، لقد أصبح هذا العمل متعبا، وحتى أجهزة الإنذار الموجودة في الملابس تنزع وترمى بغرف التبديل". كما أشار صاحب محل شهير بشارع بن مهيدي إلى أن محله هو أيضا لا يخلو من هذه الممارسات التي لم يجد لها تفسيرا ولا حلا، فرغم كثرة مساعديه وتفطنه الدائم، إلا أنه يتعرض يوميا للسرقة من قبل "الخياشات" اللواتي يتجولن عبر المحلات، وغالبا ما يكن في جماعات ويدخلن المحلات المكتظة، حيث تقوم واحدة بإلهاء البائع، في حين تهتم الأخريات بعملية السرقة في أريحية، وبعدها يقمن ببيعه لأشخاص يتعاملن معهم يوميا". وأجمع العديد من أصحاب المحلات على أن السارقات بتن معروفات لديهم، من خلال التصرفات التي يقمن بها، على غرار قضاء وقت طويل بالمحل وكثرة الاستفسار عن نوع السلع وبلد المنشأ وتجريب العديد من السلع، إلى جانب كثرة النظر إلينا للمراقبة والتخطيط.