حذرت جمعية علماء المسلمين الجزائريين من أي انزلاق أو تصرف غير مسؤول من شأنه أن يجر البلاد إلى الفرقة والفتنة وتمزيق وحدة الصف الوطني، بخصوص الأحداث الأليمة التي تعيشها مدينة غرداية حيث دعت كل الأطراف إلى "الرجوع لأصالتنا التسامحية" ، معلنة حرصها على عدم الإصطفاف إلى جانب فريق دون أخر . وحمل بيان جمعية علماء المسلمين الجزائرية ، دعوة رئيسها عبد الرزاق قسوم الذي ترأس أجتماعا للمكتب رفقة الهيئة الاستشارية العليا الاسبوع الماضي بمقرها المركزي ، لمناقشة أهم القضايا الراهنة التي تعيشها الجزائر ، واكد في السياق عبد الرزاق قسوم "إن القاعدة الأخلاقية عندنا نحن المسلمين أساسها التسامح، ونحن ندعو كل الأطراف إلى الرجوع لأصالتنا التسامحية، وبما أن إخواننا في غرداية جزء من وطننا الجزائر فإننا ندعوهم إلى الهدوء والتعقل، ومعالجة المشكلة معالجة أدبية وروحية وأريحية، وليتسع خاطرنا وقلوبنا لبعضنا البعض"، مضيفا "أن كل مشكل إلا وجعل له الله سبحانه وتعالى حلا، وهذا الحل يكمن في الشورى فيما بيننا". واوضح البيان إن الجمعية حريصة على متابعة تطورات الوضع في غرداية، من خلال الاتصالات الدائمة مع أعيان المنطقة وأعضاء مكتب الولاية، واعتبرت ما تشهده الولاية من احتجاجات نتيجة لما حدث سابقا من مقدمات في ذات الإطار، استنكرت تكفير المسلمين لإخوانهم تحت مبرر المذهب الذي يتبعونه، ودعا البيان أعيان المنطقة إلى توعية الشباب من الجانبين بخطورة الاندفاع وراء أحقادهم، كما دعا وزارة الشؤون الدينية إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإخماد فتيل المواجهات عن طريق توظيف الخطاب الديني، متعهدا بتكفل جمعية العلماء المسلمين بتهدئة الأمور وتغليب أخلاق الإسلام، كما شدد على ضرورة تدخل السلطات العليا لمنع تدخل أي طرف داخلي كان أو أجنبي يهدف إلى تسييس القضية قصد ضرب استقرار الوطن، وأردفت الجمعية في بيانها "إن الكثير من أبناء الشعب الجزائري الكريم يتطلع إلى معرفة رأي جمعية العلماء المسلمين، الجزائريين وموقفها من القضايا الهامة المفصلية في هذا المرحلة الصعبة من حياة الجزائر وما تواجه من تحديات ، وشعورا منها بالمسؤولية الملقاة على عاتقها بضرورة إبداء رأيها في القضايا المطروحة في الساحة ، وها نحن نحذر من اي انزلاق أو تصرف غير مسؤول من شأنه أن يجر البلاد إلى الفرقة والفتنة وتمزيق وحدة الصف الوطني، وندعو كل الأطراف إلى "الرجوع لأصالتنا التسامحية" ، كما نبهت جمعية علماء المسلمين في بيانها إلى حرصها على عدم الإصطفاف إلى جانب فريق دون أخر، قناعة منها أنها تتعاون مع كل من يخدم مصلحة البلاد والعباد ، وفق مبادئ الامة وثوابتها.