سيطرت الدعوات إلى ضرورة المشاركة في الاقتراع، إلى جانب القضايا الاجتماعية والسياسية، على تدخلات المترشحين لرئاسيات 17 أفريل 2014 وممثليهم، في اليوم الأول من تنشيطهم مهرجانات الحملة الانتخابية الخاصة بهذا الاستحقاق الوطني. وقد انطلقت الحملة الانتخابية، أمس، بتنافس ستة مترشحين لمدة 22 يوما، اثنان منهم حران وأربعة يمثلون أحزابا سياسية، سيجوبون خلالها معظم ولايات الوطن، لشرح برامجهم بغية إقناع الناخبين بالتصويت لصالحهم وتزكيتهم للوصول إلى منصب القاضي الأول في البلاد عن طريق استهداف الأوتار الحساسة التي تهم المواطن الذي يتطلع إلى غد أفضل. فمنذ الساعات الأولى لنهار أمس، تسابق المتنافسون للقاء الناخبين عبر العديد من ولايات الوطن، حسب الأجندة التي ضبطها كل منهم، حيث اختار السيد عبد المالك سلال، ممثل المترشح الحر السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي يقود حملة تحت شعار "تعاهدنا مع الجزائر" إعطاء إشارة انطلاق هذا الموعد من الجنوب الجزائري من خلال تنظيم تجمعين شعبيين بأدرار وأقصى الجنوب بتمنراست. في حين فضل المترشح الحر، السيد علي بن فليس، الذي منح لحملته شعار "نعم من أجل الحريات" الانطلاق في هذا السباق من مدينة الأمير عبد القادر معسكر، وعين تموشنت، أما المترشحة باسم حزب العمال، السيدة لويزة حنون، التي عرفت بدفاعها عن الاقتصاد الوطني، فاختارت ولاية عنابة التي يتواجد بها مركب الحجار للتعبير عن الانتصار المحقق من خلال إعادة تأميم المركب، وهي ترفع في حملتها الانتخابية شعار "تأسيس جمهورية ثانية"، أما موسى تواتي الذي يرفع شعار "الجزائر لكل الجزائريين" فنشط ثلاثة تجمعات بالبيض، النعامة وبشار، فيما كان سكان الوادي على موعد مع مترشح حزب عهد 54، السيد فوزي رباعين، الذي ترشح للمرة الثالثة على التوالي لمنصب رئيس الجمهورية، كما اختار المترشح لحملته شعار "تقدم- امتياز- مساواة". في الوقت الذي دشن فيه المترشح الأصغر سنا الذي يترشح للمرة الاولى للرئاسيات باسم حزب جبهة المستقبل، السيد عبد العزيز بلعيد، حملته من ولاية الجلفة تحت شعار "المستقبل". علما أن بعض المترشحين فضلوا العمل الجواري، حيث نظموا خرجات ميدانية بالشارع للقاء المواطنين وجها لوجه إلى جانب التجمعات الشعبية في القاعات. وعلاوة عن المهرجانات واللقاءات الجوارية، سيقوم كل مرشح خلال هذه الحملة الانتخابية بشرح برنامجه الانتخابي عبر وسائل الإعلام السمعية البصرية من تلفزة وإذاعة لمدة خمس دقائق لكل مترشح قبل نشرات الأخبار، وذلك وفق عملية القرعة التي أجرتها اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابية الرئاسية. وسيعتمد المترشحون كذلك على دعائم الإشهار الأخرى كالملصقات واللوحات التي وفرتها السلطات العمومية في كل البلديات، والتي لم تحترم في اليوم الأول القانون المنظم لها من خلال عدم التزام ممثلي المترشحين بالفضاء المخصص لهم في الملصقات، حيث عرفت العديد من اللوحات المخصصة لإلصاق صور المترشحين حالة من الفوضى والإلصاق بطريقة عشوائية من خلال إلصاق عدة صور لمترشح واحد في الأماكن المخصصة لباقي المترشحين، في الوقت الذي غابت فيه صور بعض المترشحين الذين لم يقوموا بإلصاق صورهم بهذه اللوحات. وشكلت القضايا الاجتماعية والسياسية المطروحة على الساحة الوطنية المحور الأساسي لتدخلات المترشحين وممثليهم لرئاسيات 17 افريل القادم، حيث ركز كل واحد منهم على النقاط التي يتطلع إليها المواطن سعيا منهم لكسب ثقة الناخب من خلال هذه الوعود خاصة ما تعلق بتحسين القدرة الشرائية وبناء اقتصاد قوي وكذا تحقيق المزيد من الحريات والعدالة.