ملف كامل عن تاريخ المسرح الجزائري في مجلة المسرح العالمي الأخير أكد الشيخ عقباوي رئيس مكتب الجزائر للهيئة العالمية للمسرح التابعة لليونسكو، أن الجزائر عضو حديث بالهيئة؛ إذ انضم سنة 2012 فقط. وفرع الجزائر بصدد إثبات ذاته وفرض نفسه على الساحة، كاشفا أن العديد من الإنجازات قد تم تحقيقها خلال هذه الفترة الوجيزة، وأهمها إدراج ملف كامل عن المسرح الجزائري وتاريخه في العدد السنوي 2014 لمجلة المسرح العالمي. أفاد الشيخ عقباوي في تصريح ل ”المساء”، بأن مكتب الهيئة بالجزائر أخذ على عاتقه مهمة الترويج للثقافة الجزائرية والمسرح على وجه التحديد عالميا، واشتغل منذ سنة 2012 بقوة؛ كونهم في مرحلة إثبات الذات، فالمكتب جديد، والدولة جديدة في الهيئة، والواجب عرض التجربة المسرحية الجزائرية. وتابع يقول: ”أول شيء قمنا به هو إدراج ملف كامل عن المسرح الجزائري؛ تاريخه ومساره في المجلة العالمية للمسرح التي تصدر سنويا عن الهيئة ومنظمة اليونسكو؛ إذ لم تتكلم هذه المجلة في أعدادها ال68 عن المسرح الجزائري، ومن خلال مكتبنا حققنا هذا الهدف في عدد هذه السنة 2014”. وذكر أن العمل تم بتعاضد جملة من الفاعلين عبر المؤسسات المسرحية بالجزائر. وتم تجهيز الملف وإرساله للمجلة العالمية للمسرح، التي ثمّنت العمل، وسوف تضمه في عدد سنة 2014، في قسم يشمل تاريخ المسرح الجزائري من بداياته في توعية الشعب خلال الاحتلال، ثم وسيلة للكفاح ضد المحتل الفرنسي وكيف تطور بعد الاستقلال؛ حيث أصبح أكاديميا، وكذا المسرحيات المنتجة وعمل الجمعيات والفرق والجهات المعنية. وذكر المتحدث أنه لأول مرة يتم ترجمة الرسالة العالمية للمسرح لسنة 2014، إلى اللغات الوطنية الجزائرية. ولأول مرة يتم اعتماد ترجمة الرسالة باللغة الأمازيغية. وأما الرسالة التي تُرجمت إلى العربية فقد أُدرجت كذلك، وتم اختيارها من بين ترجمتين من الأردن والسودان؛ فهذه السنة قام المسرحي بردت بيلي من جنوب إفريقيا، بكتابة الرسالة بالإنجليزية. وتم إسناد الترجمة للعربية، للأستاذة جميلة زقاي من طرف المكتب، كما تم اعتمادها في الهيئة. وأضاف عقباوي أن الهيئة العالمية للمسرح، كل عام تختار شخصية مسرحية عالمية لتحرير رسالة المسرح؛ ”وقد رشّحنا امحمد بن قطاف المدير السابق للمسرح الوطني، ليقوم بكتابتها سنة 2015، لكن قدر الموت حال دون ذلك. وكان المرحوم موافقا على الفكرة وكذا الهيئة العالمية”. واسترسل في حديثه: ”رهاننا اليوم هو أن تكون شخصية جزائرية من ستكتب الرسالة العالمية للمسرح العام المقبل”. وعن أعمال المكتب كذلك، أفضى المتحدث إلى أنه تم تسجيل فيديو بمناسبة اليوم العالمي للمسرح بالاشتراك مع المعهد العالي لفنون العرض ومهن السمعي البصري، وقرأها أستاذ من المعهد، وهذا الفيديو موجود على موقع الهيئة الإلكتروني. على صعيد آخر، قال الشيخ العقباوي الذي يترأس، كذلك، جمعية فرسان الركح بولاية أدرار، إنه مؤخرا كان بكوت ديفوار في الاجتماع الجهوي للهيئة لمنطقة إفريقيا، وتم الاتفاق على عدة نقاط باقتراح من مكتب الجزائر؛ لأنه في نوفمبر القادم سيعقد المؤتمر العالمي في أرمينيا. وأفضى: ”قدّمنا وجهة نظرنا في تطوير المسرح الإفريقي بالتعاون والشراكة؛ لأننا الأقرب لأوروبا من إفريقيا؛ لذلك لا بد من الرجوع إلى الخلف حتى نرى جيدا وبعمق، لتقديم المسرح الإفريقي والجزائري للعالم”. وكشف المتحدث أن الهدف الأساس من المشاركة في مؤتمر أرمينيا بمجموعة من المسرحيين، هو التنسيق وتوسيع شبكة المعارف. وأردف مشددا: ”مهمتنا ليست نقابية، مهمتنا همزة وصل بين الداخل والخارج، والترويج للمسرح الجزائري واستقدام الثقافات الأخرى لتقييم أنفسنا. نحن إضافة للمشهد الثقافي، ولا نحاسب أي طرف، ويمكننا إعطاء استشارة للعروض التي نشاهدها، واستقدام شخصيات مسرحية لعرض تجاربها في فضاء تكويني، نحن همزة وصل للتبادل الثقافي المسرحي الجاد”. والشيخ عقباوي رئيس جمعية فرسان الركح لولاية أدرار ورئيس مكتب الجزائر للهيئة العالمية للمسرح التابعة لليونسكو، التي مقرها باريس وتضم 110 دول، تأسست سنة 1948 بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة، هدفها أن يكون المسرح نافذة لتسويق السلام والمحبة والتبادل الثقافي. وتأخرت الجزائر كثيرا للانضمام إليها، وهي عضو منذ 2012. وجاءت فكرة تأسيس مكتب الجزائر عند مشاركة عقباوي في مهرجان البقعة الدولي بالسودان؛ حيث التقى بنائب رئيس الهيئة العالمية، وتحدثا عن سبب غياب الجزائر في هذه الهيئة، فالمسرح الجزائري له أفكاره ووجهة نظر في القضايا العالمية ووجهة نظر فنية، ومن خلال المسرح يتم التسويق للهوية الوطنية والتعدد الثقافي وثرائه. وتساءل: ”لماذا لا نأخذ هذه المنابر من الناحية الإيجابية بناء على قناعاتنا وثوابتنا الوطنية ومبادئنا فوق كل اعتبار، من أجل اقتحام الآخر، ليسمعنا ويرانا ويعرفنا؟”. وكشف المتحدث أن وزارة الثقافة رحبت كثيرا بالفكرة؛ ”كوننا من أبناء المعهد الذي ينتمي للوزارة. ومن الفخر أن المعهد يتخرج منه ناس يفكرون في مصلحة البلاد مسرحيا”. والجدير بالتنويه أن المسرح الجزائري، وبشهادة الغير، خطا خطوات متقدمة جدا، تفوّق بها على نظرائه من الوطن العربي قرابة عقد كامل من الزمن، خاصة لما ارتاحت البلاد من الإرهاب، وذلك من الناحية التقنية أو الإبداعية، وهذه ”ليست تزكية لأنفسنا، لكن هي شهادة الجميع”.