توجه الناخبون الأتراك، أمس، بقوة، إلى مكاتب الاقتراع لاختيار ممثليهم في المجالس البلدية في انتخابات محلية تبقى هامة لتحديد مستقبل رئيس الحكومة، رجب طيب أوردوغان، وحزب العدالة والتنمية الحاكم. وتكمن أهمية هذه الانتخابات كونها الأولى التي تشهدها تركيا بعد موجة الاحتجاجات الشعبية المناهضة لحكومة اوردوغان المتضررة صورته في الفترة الأخير جراء سلسلة فضائح مالية طالته وطالت وزراء في حكومته. وهو ما يجعل انتخابات أمس بمثابة استفتاء بالنسبة للرجل الذي يحكم تركيا منذ 12 عاما والمقتنع بأنه لا يزال يحظى بدعم شرائح واسعة في المجتمع التركي. وعلاوة على أن نتائج هذه الانتخابات ستحدد المستقبل السياسي لاوردوغان فسيتحدد بموجبها استراتيجية رئيس الوزراء خلال ما تبقى من عهدته الثالثة والأخيرة التي تنتهي العام القادم. ويبقى اوردوغان البالغ من العمر 60 عاما الشخصية الأكثر كارزماتية في تركيا ولكن أيضا الأكثر إثارة للجدل خاصة من قبل معارضيه الذين يصفونه ب«الدكتاتور الإسلامي” في وقت يعتبر مؤيدوه أن أوردوغان استطاع خلال فترة حكم من تحقيق ”معجزة اقتصادية تنموية” في تركيا. ولدى إدلائه بصوته قال رئيس الحكومة التركية إن ”الشعب سيقول كلمته في هذه الانتخابات وعلى الجميع احترام قراره”. من جانبه، قال كمال كيليسدار اوغلو، زعيم الحزب الجمهوري الشعبي المعارض، إنه يجب ”تعزيز ديمقراطيتنا وتطهيرها” ووعد في حال فوز حزبه ”بالتأسيس لديمقراطية هادئة”. ويبلغ تعداد الناخبين الذين يحق لهم التصويت في هذه الانتخابات التي يتنافس فيها حوالي 26 حزبا أكثر من 52 مليون ناخب ينتخب المقيمون منهم في القرى ما يسمونه ب«مختار” القرية وأعضاء المجلس المحلي للقرية وأعضاء مجلس الولاية. ويختار الناخبون في الولايات التي لا تعتبر بلديات كبرى أعضاء مجلس الولاية ورئيس بلدية المنطقة التي يقيمون بها وأعضاء مجلس بلدية المنطقة و«مختار” الحي وأعضاء المجلس المحلي للحي. بينما يختار الناخبون في الولايات التي تعد بلدات كبرى رئيس بلدية الولاية ورئيس بلدية المنطقة التي يقيمون بها وأعضاء مجلس بلدية المنطقة و«مختار” الحي وأعضاء المجلس المحلي للحي. ويشارك في تنظيم هذه الانتخابات مليون و358 ألفا من أعضاء اللجان الانتخابية وألفان من العاملين في الهيئة العليا للانتخابات و1377 من المنتدبين بشكل مؤقت.