دخلت الاحتجاجات أسبوعها الثاني في تركيا، وطبعتها نوعية الشعارات الجديدة. فإضافة إلى المطالبة برحيل رئيس الحكومة، رجب طيب أوردوغان، أخرج المتظاهرات في إزمير وأنقرة واسطنبول ومدن تركية أخرى، صور مصطفى كمال أتاتروك، أب اللائكية في تركيا، والمعروف بإنجازه المتضمن حل الخلافة العثمانية في 1924. ورافقت الصورة شعارات تتهم أوردوغان بمحاولة ”أسلمة” المجتمع التركي، خاصة حين اتخذ قرارات منع بيع الكحول في الأماكن العمومية، قرارات كان لها تأثيرها المباشر على الأحداث، بتوسيع رقعة الاحتجاجات والمطالبة برحيله. وحاول أردوغان، فور عودته من الجولة التي قادته إلى دول المغرب العربي، تلطيف الجو لإقناع المتظاهرين بوقف الاعتصام في ميدان تقسيم. لكنه لم يفلح في ذلك المسعى، لأن المحتجين صاروا يتهمونه بتقسيم المجتمع التركي بالحديث عن ال 50 بالمائة من الناخبين الذين صوّتوا على قوائم حزبه في الانتخابات التشريعية مرتان. وفي انتظار الفرج، تحوّل ميدان تقسيم تدريجيا إلى ”ميدان تحرير”، وقد قرر المحتجون الاعتصام به حتى التوصّل إلى الإطاحة بنظام أوردوغان، إذا استفحل العصيان ليتحوّل إلى ”ربيع عثماني” على شكل ”الربيع العربي” الذي تعدد وأحاط بالأنظمة القديمة.