أكد الوزير الأول التركي طيب رجب أوردوغان معارضته لتدخل عسكري لحلف الناتو أو لأي طرف آخر على التراب الليبي.. ونقلت وكالة ''الأناضول'' عن أردوغان قوله أنه ''لا مكان للناتو في ليبيا، وأن الفكرة في حد ذاتها غير معقولة وسخيفة''. ووصف أردوغان الفكرة بأنها عملية غير المفيدة وذات العواقب الخطيرة. واستغربت المعارضة الليبية الموقف التركي الذي اعتبرته غير لائق. وقال بيان للمعارضة الليبية بأن أوردوغان كان قد أعطى موقفا واضحا وشجاعا من احتجاجات تونس ومصر حين طلب من الرئيسين بن علي ومبارك الرحيل، لكنه سكت أمام ثورة ليبيا، ثم صدر منه موقف كان مناقضا للموقفين السابقين. لكن المعارضة الليبية لا تجهل سابقة طرد التونسيين في بداية الثمانينات، في عهد الرئيس الحبيب بورقيبة، ثم فتحت المجال لتركيا لإرسال اليد العاملة إلى ليبيا بمئات الآلاف، على غرار مصر، وأن كل كيس إسمنت يباع في ليبيا من صنع تركي وأن ورشات البناء والطرقات وشتى المشاريع الكبرى تساهم فيها تركيا. وأن الحظر المفروض على ليبيا منذ قضية لوكربي فتح الباب أمام المنتوج التركي، وحتى المطاعم في طرابلس يديرها الأتراك. وإذا كانت مواقف أوردوغان السابقة تستحق التقدير في تونس ومصر، فإن موقفه، وتركيا وهي عضو فاعل في الناتو، وتشارك في اجتماعات وقرارات الحلف، من الصراع في ليبيا فاجأ أكثر من طرف، قد لا يبتعد كثيرا عن الموقف الجزائري في مضمونه.