الفريق الطبي العامل بالمؤسسة العمومية الإستشفائية لعين وسارة على إجراء عملية جراحية قيصرية لسيدة كان من الممكن أن تلد في حالة طبيعية. تفاصيل الحادثة تعود إلى نهاية الأسبوع الماضي لما تنقلت سيدة لتضع مولودها بالعيادة المتعددة الخدمات بحد الصحاري وبعد عجز القابلة الوحيدة المتواجدة بالعيادة على عملية التوليد بصورة طبيعية طلبت هذه الأخيرة حضور سيارة الإسعاف فورا من أجل نقل السيدة إلى المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بعين وسارة، إلا أن سيارة الإسعاف الوحيدة هي كذلك كلفت بنقل الطبيب الأخصائي في أمراض التعفن الذي يزور المنطقة من أجل إجراء فحوصات على المرضى مرة كل شهر أو شهرين إلى مدينة عين وسارة، وبعد الإتصال بالسائق الذي تنقل مسافة تفوق ال 130 كلم من أجل إيصال السيدة إلى مؤسسة الصحة الجوارية، حيث أنه وبعد الكشف عنها من طرف الطبيب الإخصائي في أمراض النساء والتوليد تأكد من أن ضياع الوقت تسبب في وفاة الجنين وإخراجه من بطن أمه يستوجب إجراء عملية جراحية من أجل إنقاذ حياة أمه. حيث تركت هذه الحادثة استياء عميقا لدى سكان بلدية حد الصحاري خصوصا بعد استفادة البلدية من عيادة متعدد الخدمات مجهزة بأحدث التجهيزات إلا أنها بقيت تسير بنفس الطاقم الطبي الذي كان يعمل من قبل بالمركز الصحي وكذا سيارة إسعاف واحدة بينما فضلت إدارة المؤسسة العمومية للصحة الجوارية الإبقاء على السيارة الثانية بعد إصلاحها لفائدة المؤسسة، هذا وتبقى العيادة المتعددة الخدمات بحد الصحاري تتخبط في دوامة من المشاكل بالنظر إلى النقص الفادح في الإطار الطبي حيث يشرف أربعة أطباء فقط على إجراء عملية فحص المرضى المتوافدين إلى العيادة من جميع أنحاء الدائرة التي تضم ثلاث بلديات بتعداد سكاني يفوق ال 80 ألف نسمة، فبالإضافة إلى تواجد قابلة واحدة رفقة مولدة ريفية تغطيان فترة النهار فقط وثلاثة أيام للواحدة لتبقى مصلحة التوليد طيلة يومين إلى ثلاثة أيام في الأسبوع دون قابلة وهو أدى إلى حدوث العديد من المناوشات بين مواطني المنطقة والطبيب الرئيس أو مدير العيادة خاصة عندما يتعلق الأمر بغياب القابلة وفي الفترة الليلية يبقى كذلك جهاز الكشف بالأشعة دون تشغيل مما حرم مرضى الجهة من الإستفادة من خدماته نتيجة عدم وجود مختص في تشغيله. أما المشكل الآخر الذي يتخبط فيه الأطباء والشبه طبيين هو وجود سكنين وظيفيين فقط تم استغلالها من طرف أحد الأطباء والقابلة ليبقى السبب الرئيسي في مغادرة الأطباء السابقين يتمثل في انعدام ظروف العمل. من جهة أخرى يبقى عمال وأطباء العيادة يتخبطون في جملة من المشاكل التي أثرت بشكل كبير على المرضى بصفة خاصة ومن ذلك الخلافات اليومية التي تحدث بين أسوار العيادة بسبب تداخل الصلاحيات وكثرة المسؤولين يقابله النقص الفادح في الأدوية والإطار الطبي اللازم. ويبقى المريض وحده يدفع الفاتورة في ظل الغياب التام للقائمين على قطاع الصحة على مستوى المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بعين وسارة.