من المقرر أن يلتقي وفدا التفاوض الفلسطيني والإسرائيلي، اليوم، بحضور الموفد الأمريكي للسلام، مارتن أنديك، بالقدسالمحتلة، ضمن مسعى آخر لإنقاذ عملية سلام توشك على الانهيار. وكان الموفد الأمريكي قد اجري، أول أمس، لقاءات منفصلة مع رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، صائب عريقات، ورئيسة الوفد الإسرائيلي المفاوض تسيبي ليفني بالقدسالمحتلة. ويحاول أنديك التقليص من هوة الخلاف القائمة بين الطرفين والتي زادت حدة مع رفض إسرائيل الإفراج عن آخر دفعة من الأسرى القدامي كما كان متفقا عليه مسبقا وردت القيادة الفلسطينية بقرار التوجه لطلب الانضمام في 15 منظمة واتفاقية دولية. وهو الأمر الذي أثار حفيظة إسرائيل التي سارعت للتلويح بفرض عقوبات على الفلسطينيين في حال إصرارهم على مواصلة عملية الانضمام لهذه الهيئات الدولية. وفي هذا السياق، دعا صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، الاتحاد الأوروبي إلى المبادرة بإعلان تأييده للخطوة الفلسطينية بالانضمام إلى المنظمات والهيئات والمواثيق والمعاهدات الدولية لكنه أكد بالمقابل أن "القيادة الفلسطينية على استعداد للامتناع عن الانضمام للمنظمات الدولية مقابل الإفراج عن الأسرى". ورغم إعراب المسؤول الفلسطيني عن هذا الاستعداد في حال أوفت إسرائيل بالتزاماتها التي تفرضها عملية السلام فإنه قلل أيضا من الوعيد الإسرائيلي بفرض مزيد من العقوبات على القيادة الفلسطينية. وقال "لا يوجد ما نخسره إلا الخسارة نفسها، حيث نتصدى لاستراتيجية بنيامين نتانياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية المتمثلة في سلطة فلسطينية بدون سلطة واحتلال بدون تكلفة وإبقاء قطاع غزة خارج الفضاء الفلسطيني". وأكد عريقات على أنه "لا دولة فلسطينية بدون غزة ولا غزة بدون دولة فلسطينية". وأضاف "لا نريد المواجهة مع أحد.. ونحن لم نخالف أي اتفاق على الإطلاق". وكان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قد وقع الثلاثاء الماضي على طلبات الانضمام إلى خمس عشرة منظمة ومعاهدة دولية بالأمم المتحدة ردا على رفض إسرائيل إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين المعتقلين قبل التوقيع على اتفاقيات أوسلو عام 1993. بالتزامن مع ذلك، جدد وزير شؤون الأسرى الفلسطيني، عيسى قراقع، مطالبته المجتمع الدولي بالتدخل لإنهاء معاناة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي وخاصة المرضى والقدامى منهم. وجاء ذلك خلال زيارة تضامنية قام بها قراقع على رأس وفد من وزارة شؤون الأسرى، أمس، لمنزل الأسير نزار عزيز زيدان البالغ 52 سنة من بلدة بير نبالا قرب القدسالمحتلة والمحكوم عليه ب37 عاما ويعاني من أمراض مزمنة منها السكري والقلب. وقالت مصادر إعلامية أن قراقع استمع إلى شرح من عائلة الأسير المذكور التي أكدت تدهور حالته الصحية بسبب الإهمال الطبي وأنه يعاني حاليا من شلل في قدمه اليسرى دون أن يعطى العلاج اللازم من قبل إدارة السجن. وهو ما جعله يطالب المجتمع الدولي بالتدخل لإنهاء معاناة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي وخاصة المرضى والقدامى.