رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس التهديدات الإسرائيلية باتخاذ إجراءات عقابية ضد الفلسطينيين ردا على مساعيهم للانضمام إلى منظمات واتفاقيات دولية، في حين لوّحت واشنطن -التي ألقت بلائمة تعثر مفاوضات السلام على الطرفين- بوقف وساطتها التي يقودها وزير الخارجية جون كيري. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول فلسطيني طلب عدم الكشف عن اسمه أن عباس رفض في اتصال هاتفي مع كيري العدول عن مساعيه الرامية للانضمام إلى المعاهدات والمنظمات التابعة للأمم المتحدة، وقال المسؤول الفلسطيني إن الرئيس عباس أكد لكيري أنه "لا تراجع عن خطوة التوقيع على الاتفاقيات الدولية"، وكان عباس وقع الثلاثاء الماضي على طلبات الانضمام إلى 15 معاهدة واتفاقية دولية ردا على إلغاء إسرائيل الإفراج عن الدفعة الرابعة والأخيرة من قدامى الأسرى الفلسطينيين وفق اتفاق لاستئناف المفاوضات في جويلية الماضي، وكانت الحكومة الإسرائيلية قد صعدت من تهديداتها للفلسطينيين بتنفيذ عقوبات انتقامية ضدهم، وذكرت وسائل إعلام حلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعالون طلبا اعتبارا من الأربعاء من رئيس الإدارة العسكرية التي تدير المناطق الفلسطينية الجنرال يواف موردخاي اقتراح سلسلة إجراءات عقابية ضد الفلسطينيين، من جانبها أعلنت وزارة الداخلية أنها أعطت موافقتها على مشروع بناء متحف للآثار مثير للجدل في حي سلوان الفلسطيني بالقدس الشرقية المحتلة، في حين رفض الفلسطينيون ترخيص السلطات الإسرائيلية لمبنى لا علاقة له بالتاريخ الفلسطيني، ومن الإجراءات العقابية التي تعتزم إسرائيل اتخاذها -وفق وسائل إعلام محلية- تجميد الترخيص الممنوح لمشغل الهواتف النقالة الفلسطيني لتطوير شبكة البنى التحتية في قطاع غزة، كما تعتزم أيضا تقليص أنشطة الفلسطينيين بالمنطقة "ج" بالضفة الغربية المحتلة حيث هناك مستوطنات وممارسة إسرائيلية للسيطرة المدنية والعسكرية الكاملة وفق وسائل الاعلام، كما لوّحت تل أبيب بتجميد نقل الضرائب التي تجمعها نيابة عن السلطة الفلسطينية، وعلى وقع هذه التطورات في الساحتين الفلسطينية والإسرائيلية، أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن أسفه لقيام الطرفين خلال الأيام الماضية بخطوات قال إنها غير مواتية وأشار إلى أنه رغم إبداء الطرفين رغبتهما في مواصلة المفاوضات فإنه لا يمكن التفاوض إلى ما لا نهاية، مؤكدا أنه سيجري مع إدارته تقييما دقيقا لدور واشنطن في سلام الفلسطينيين والإسرائيليين، إلى ذلك وبعد انضمامها ل15 منظمة دولية، رداً على تعنت إسرائيل في الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال، قال رئيس الطاقم الفلسطيني المفاوض صائب عريقات، إن الفلسطينيين سيدرسون احتمال الانضمام إلى 48 وكالة ومنظمة دولية أخرى إذا لم تفرج إسرائيل عن الأسرى، وأضاف عريقات مع المبعوث الأمريكي مارتين أنديك، أن السلطة الفلسطينية ليست معنية بفشل جهود وزير الخارجية الأمريكي جون كيرى للمضي قدماً بعملية السلام، ودعا عريقات الاتحاد الأوروبي إلى إعلان دعمه التام لخطوة القيادة الفلسطينية بالانضمام إلى عدة مواثيق دولية، وفي ظل تعثر المفاوضات، صرح مصدر على اطلاع بالمحادثات أنه من المرجح أن يلتقي المفاوضون الإسرائيليون والفلسطينيون اليوم مع المبعوث الأميركي مارتن إنديك لبحث السبل المحتملة لإحراز تقدم.