توفي، أمس، شاب بمستشفى ‘'تريشين'' بمدينة غرداية، كان قد أصيب في المناوشات التي تجددت بهذه المدينة، حسبما أفاد به مصدر استشفائي. وقد تعرض الضحية، الذي يبلغ من العمر 32 سنة، وهو أب لثلاثة أطفال، إلى طعنة بواسطة أداة حادة بحي ‘'مرماد'' ليلفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بجروحه، فيما تم تسجيل أكثر من ثلاثين جريحا من بينهم أربعة في حالة حرجة نقلوا، صبيحة أمس السبت، إلى مصلحة الاستعجالات لمستشفى ‘'تريشين''. وتعتبر حالة الوفاة هذه الثانية بعد مقتل شاب، أول أمس، ببريان، بعد اشتباكات عنيفة عاشتها المدينة. وكانت أعمال عنف قد عادت، أول أمس الجمعة، واستمرت أمس السبت، بين مجموعات من الشباب في أحياء منطقة وادي ميزاب (غرداية) وامتدت لتشمل مدينة بريان 45 كلم شمال عاصمة الولاية تسبب بعد تجددها، أول أمس الجمعة، تحطيم ونهب وتخريب للممتلكات وعمليات حرق لمحلات تجارية ومنازل وبساتين النخيل كما لاحظت وكالة الأنباء بعين المكان. وارتفعت حدة أعمال العنف والمواجهات، بعد ظهر الجمعة، بين مجموعات من الشباب لتتواصل ليلة الجمعة إلى السبت عبر أحياء مختلفة من سهل ميزاب قبل أن تنتشر لتطال منطقة بريان، حسبما لاحظت وكالة الأنباء الجزائرية بعين المكان. وكانت العديد من أحياء بلديات كل من غرداية وبنورة وضاية بن دحوة، الواقعة بسهل ميزاب وكذا بريان، مسرحا لهذه الأحداث التي عرفت أعمال عنف وتخريب ونهب وحرق إثر اشتباكات متفرقة بين مجموعات من الشباب. وتم تسجيل قرابة 100 إصابة بجروح منذ عودة هذه الأحداث الاثنين الماضي وفقا لما علم من مصدر طبي بمستشفى تريشين بغرداية، حيث تعرض نحو خمسين محلا ذا طابع تجاري وسكني وأربع حظائر للعتاد المتحرك ومقر محطة المعهد الوطني لحماية النباتات ونحو عشرين سيارة وثلاثين غابة نخيل للنهب والتخريب قبل أن يتم إضرام النيران بها من طرف شباب عبر أحياء غرداية وبنورة وضاية بن ضحوة. وأثارت مشاهد المحلات التجارية المنهوبة والسيارات المحطمة والسكنات المتفحمة بفعل النيران قلق وفزع زوار وسكان غرداية ككل، حيث أكد أحد المواطنين أن أعمال العنف والتخريب والتحطيم للممتلكات الخاصة والعامة، أصبحت متنفسا للشباب، مضيفا بتحسر أن هذه الأعمال اللامسؤولة لا يمكن تقبلها بأي حال من الأحوال. ولا يتوانى مئات الشباب الملثمين المدججين بالحجارة والزجاجات الحارقة، على مستوى العديد من الأحياء، عن تحطيم واجهات المحلات ونهب وتخريب وإحراق السيارات دافعين بذلك فرق مكافحة الشغب لاستخدام القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريقهم. وقد كانت منطقة غرداية، منذ نهاية السنة الماضية، مسرحا للمناوشات المتكررة بين مجموعات من الشباب التي كانت تتراشق بالزجاجات الحارقة والحجارة وغيرها من المقذوفات. وتعرف حاليا هذه الأحداث، التي تميزت بفترات من الهدوء، حدة في أعمال العنف والتخريب والنهب والتحطيم وحتى الحرق فيما تم نهب وتخريب أكثر من 700 محل ذي طابع تجاري قبل أن يتم إضرام النيران بها خلال المناوشات المتكررة التي عرفتها غرداية منذ جانفي الأخير حسب مصالح الولاية. كما ترتب عن هذه الأحداث هلاك ثمانية أشخاص وإصابة أكثر من مائة آخرين إلى جانب إحراق أكثر من خمسين سيارة خاصة، علما أنه اتخذت عديد المبادرات الرامية لإحلال واستتباب الأمن والسكينة بالمنطقة من خلال إرساء الحوار والتقريب ما بين المتخاصمين من طرف مختلف الشخصيات السياسية والدينية (جمعية العلماء) والرياضية.