فتح المركز الدولي للصحافة، أمس، أبوابه أمام جموع الإعلاميين الوطنيين منهم والأجانب، الذين سحبوا شارات اعتمادهم خمسة أيام قبل انطلاق موعد الاقتراع المنتظر في 17 أفريل الجاري. وكاد المركز الدولي للصحافة يمتلئ بجموع الصحفيين، خاصة الأجانب منهم، الذين غصّت بهم قاعة التحرير الكبرى المجهَّزة بكل الوسائل الضرورية، لمتابعة مجريات الانتخابات الرئاسية التي انطلقت خارج الوطن، والتحضير لموعد الفصل، الذي سيكون يوم الخميس القادم. وظهر أمس المركز الدولي للصحافة بوجه مغاير عن المواعيد والاستحقاقات التي عرفتها الجزائر في السنوات الماضية؛ سواء من حيث التجهيزات أو التنظيم المحكم، الذي أعطى انطباعا جيدا عن مستوى الإجراءات المتخَذة لتسهيل مهام الإعلاميين؛ فقد تم توفير تجهيزات ووسائل من آخر طراز ما عرفه عالم تكنولوجيا الإعلام والاتصال، التي تسهّل مهام مراسلي الصحافة السمعية والبصرية والمكتوبة. ولم يكتف المركز الدولي للصحافة بتوفير الإمكانات اللازمة للإعلاميين، ليتدعم بمعرض للصور افتُتح أمس، والمنظَّم من قبل المركز الوطني لوثائق الصحافة والإعلام. ويضع المعرض المنظَّم تحت عنوان “القضاء الأعلى في خدمة الأمة بين 1963-2014”، زوار الجزائر في صورة الوضع؛ حيث تطرّق وبالصور لرؤساء الجزائر منذ استقلالها، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أبرز مراحل البناء والتشييد لجزائر ما بعد الثورة وجزائر ما بعد العشرية السوداء، والتي أخذت الحيّز الأكبر من العرض، بإبرازها لأهم المنشآت والإنجازات التي عرفتها الجزائر منذ 2000 وفي جميع الميادين. وتحسبا للتوافد الكبير للإعلاميين الوطنيين والأجانب، فقد تم تجهيز قاعة تحرير تضم ما لا يقل عن 80 جهاز كمبيوتر، علما أن 160 صحفيا أجنبيا تم اعتمادهم إلى غاية الآن، والعدد مرشح للارتفاع. وشرع الصحفيون منذ يوم السبت، في متابعة عملية الاقتراع التي انطلقت بالنسبة للجالية الجزائرية بالخارج. كما يتلقى الصحفيون الأجانب شروحات بالتفصيل وبالأرقام حول التدابير والإجراءات المتخَذة من قبل الدولة، لتوفير المناخ الملائم لإجراء الاقتراع وكذا طرق وكيفية التصويت لجزائريّي المهجر. وقد تم تجهيز المركز الدولي للصحافة بكافة الوسائل التي يتطلبها العمل الصحفي. وتم لأول مرة توفير أستوديو افتراضي لتسجيل حصص بأجهزة متنقلة؛ استعدادا لاستقبال رجال الإعلام المكلفين بتغطية الحدث الرئاسي بالصورة والصوت، علما أن المركز الدولي للصحافة قد وُضع تحت تصرف رجال الإعلام من الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية إلى غاية 18 من الشهر الحالي؛ ضمانا للتغطية الكاملة للعملية الانتخابية، وسيتم ابتداء من اليوم تمديد ساعات فتح المركز إلى ما بعد الساعة الثامنة مساء. وتم لأول مرة توفير أستوديو افتراضي لتسجيل حصص بأجهزة متنقلة، إضافة إلى أستوديو ثابت لضمان البث المباشر وغير المباشر للحصص، ناهيك عن الوسائل التقليدية؛ من أجهزة فاكس وهواتف ثابتة ونقالة وإنترنت؛ حيث أكد المركز الدولي للصحافة الطاهر بديار، أن المركز يسهر على تسهيل عمل الصحفيين المكلفين بتغطية الرئاسيات، بتوفير أكثر من 80 جهاز كمبيوتر مزودة بالإنترنت عالي التدفق، وكذا فتح موقع للمركز على شبكة الإنترنت. وبإمكان القنوات التلفزيونية حجز الساعات على الأقمار الاصطناعية لبث برامجها على المباشر وغير المباشر، ناهيك عن توفير أربع كاميرات لتسجيل حصص بأجهزة متنقلة.
بعثة الملاحظين الدوليين في زيارة للمركز الدولي للصحافة قام رؤساء وأعضاء بعثات الملاحظين الدوليين المكلفين بمتابعة الانتخابات الرئاسية أمس، بزيارة إلى المركز الدولي للصحافة رفقة وزير الشؤون الخارجية السيد رمطان لعمامرة ووزير الاتصال عبد القادر مساهل؛ حيث اطّلعوا عن كثب على سير العمل بهذه المنشأة الإعلامية التي سخّرتها الدولة لخدمة الصحافة الوطنية والدولية؛ بهدف تغطية مجريات الاستحقاق الرئاسي. وتندرج زيارة الوفد إلى المركز الدولي للصحافة ضمن فعاليات اليوم الدراسي الذي نظمته وزارة الشؤون الخارجية بفندق الأوراسي لصالح رؤساء بعثات الملاحظين الدوليين المتواجدين بالجزائر. وقدّم وزير الاتصال السيد مساهل شرحا مفصلا لأعضاء الوفود خلال تنقلاتهم في أرجاء المركز، حول كيفية العمل والوسائل التي سخرتها السلطات الجزائرية من أجل تسهيل مهمة الإعلاميين وتقريبهم من مصادر البث. كما استمع ضيوف الجزائر إلى شروحات قدمها عدد من المشرفين على المركز... ومكنت هذه الزيارة وزير الخارجية رمطان لعمامرة من التقرب من الصحفيين الذين كانوا متواجدين بالمقر، والاستفسار عن عملهم؛ حيث أكد هؤلاء رضاهم إزاء التسهيلات والإمكانات التي سُخرت لهم. وقام رؤساء البعثات الإقليمية والدولية للملاحظين في الأخير، بتدوين كلمات على السجل الذهبي للمركز. للتذكير، فقد صرح السيد لعمامرة بأن من بين الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية التي تنتمي إليها الجزائر أو تتعاون معها والمتواجدة بالجزائر، بعثة الاتحاد الإفريقي برئاسة رئيس حكومة جيبوتي ديليتا محمد ديليتا، وتضم 200 من الملاحظين الذين قدموا من مختلف المؤسسات الإفريقية، بمن في ذلك أعضاء بالبرلمان الإفريقي ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني الإفريقي وبعثة عن منظمة التعاون الإسلامي برئاسة حبيب كعباشي.