اختارت الحرفية لمياء تيجة ولوج عالم تزيين جدران المنازل بعد أن أتقنت فن الرسم على الزجاج، وتقول بأن الرسم على جدان المنازل غير معروف في الجزائر، وأنها تسعى بعد التحكم في أسرار هذه الحرفة التي قررت التخصص فيها، إلى التعريف بها بغية إكساب الأسر ثقافة جديدة، وهي تحويل جدران المنازل إلى ديكورات فنية تبعث في ساكنيها وزوارها شعورا بالرضا عن الجانب الجمالي للمنزل. تخلت لمياء عن مقاعد الدراسة في سن مبكرة، غير أن موهبة الرسم التي كانت تملكها دفعتها إلى التفكير في تطويرها وصقلها، فما كان منها إلا أن التحقت بمدارس خاصة لتعليم فن الرسم، وسرعان ما أتقنت العديد من الفنون، على غرار فن المنمنمات، والرسم على السيراميك، بعدها انتقلت إلى الرسم على مادة الزجاج كشكل من أشكال التنويع، وسعيا وراء تطوير المهارات على اعتبار أن فن الرسم على الزجاج يتطلب قدرا عاليا منها ودرجة كبيرة من التركيز، ولشدة حبها له أتقنته سريعا، بعدها بدأت تفكر في الخروج عن المألوف فكانت جدران منزلها بمثابة الملهم لها، حيث قالت: ”لم يعد الرسم على الورق والسيراميك والزجاج يلبي طموحاتي ويشبع موهبتي، بل وجدتني أتطلع إلى فضاء أوسع وأكبر، ورحت أتصفح جدران منزلنا التي أضحت في لحظة إلهام بمثابة اللوحة الكبيرة التي تدعوني بشدة إلى الرسم عليها، وسرعان ما حولتُ الفكرة إلى واقع ملموس فاخترت الرسم المطلوب الذي كان عبارة عن زهور في منظر طبيعي جميل، وبعد أن نقلت الصورة على الجدار لونتها، ولا أخفي عنكم أنه رغم كبر حجم الجدار إلا أنني لم أشعر بمرور الوقت لشدة استمتاعي بالرسم، وبعد أن أنهيت اللوحة تحول جدران بهو منزلنا إلى تحفة فنية غاية في الجمال والروعة، وجعلت كل من ينظر إليها يعجب بالفكرة، بل ذهب البعض إلى وصف المنزل بالمتحف، ومن هنا تردف لمياء: ”فكرت في التخصص في هذه الحرفة، إن صح التعبير، وأصبح لدي مشروعي الخاص الذي أعمل عليه اليوم، والمتمثل في إعطاء وجه جديد لجدران المنازل والابتعاد عن اعتماد لون موحد، أو تغليف الجدران بالخزف الملون”. الرسم على جدران المنازل لا يزال غير معروف في الجزائر، لهذا تسعى الحرفية إلى التعريف به،ورغم أن مشوارها لا يزال في بداية الطريق، إلا أنها تسعى جاهدة إلى الترويج لهذه الحرفة وفي الشأن تقول: ”أحاول من خلال المعارض التي أشارك فيها الترويج لحرفة تزيين الجدران، وأسعى جاهدة إلى إقناع ربات الأسر بتجريب إعطاء إطلالة جديدة للمنازل من خلال تجسيد مناظر طبيعية أو رسومات على شكل أزهار على الجدران والابتعاد على الأسلوب الكلاسيكي القائم على لون موحد يخفي جمالية المنزل”. لا يقتصر تزيين الجدران على مكان دون آخر في البيت، بل تترك الحرفية مطلق الحرية للزبون بغية تحديد الجدار الذي يرغب في تزيينه سواء كان جدار بهو المنزل أو غرفة الجلوس، غرف النوم، أو غرف الأطفال، علما أن لكل غرفة نموذجا معينا من الرسوم التي تناسبها، فمثلا إذا اقتُرحت بخصوص غرفة الأطفال رسومات تعبر عن براءتهم، يتم اختيار الألوان التي تبعث الشعور بالراحة والهدوء، على غرار اللونين الأبيض والأزرق اللذين يعكسان رسومات طفولية، أما على جدران بهو المنزل فتختار الرسومات التي تحوي الزهور حتى يشعر الداخل إلى المنزل بالسرور. تعتبر الحرفية لمياء نفسها سباقة إلى امتهان حرفة تزيين جدران المنازل في الجزائر، وتتطلع بعد أن اكتسبت خبرة تزيد عن 24 سنة في مجال الرسم إلى إكساب ربات البيوت ثقافة الاعتناء بالجانب الجمالي للمنازل من خلال إعطاء روح جمالية للجدران، ولم لا تقول لمياء ”تحويل المنازل إلى تحف فنية”؟