انزلق الوضع فجأة في مدن شرق أوكرانيا بعد مقتل أربعة انفصاليين في اشتباكات اندلعت بين مسلحين من العناصر المتمردة الرافضة للسيادة الأوكرانية على هذا الجزء وبين عناصر قومية أوكرانية متطرفة. وفي رد فعل على هذه العملية، أعلن فياتشيسلاف بونوماريف، رئيس بلدية مدينة سلافيانسك، إحدى أكبر مدن الشرق الأوكراني المطالب سكانها بالانفصال عن أوكرانيا حظر التجوال ليلا والى غاية الساعة السادسة صباحا. وطالب بونوماريف بسبب ذلك من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إرسال قوات عسكرية روسية لحفظ الأمن في هذه المدينة والدفاع عن المواطنين ضد من اسماهم ب«الفاشيين" في إشارة إلى عناصر مليشيات مسلحة أرسلتها وزارة الدفاع الأوكرانية، مؤخرا، الى هذه المناطق في محاولة لإرغام المتمردين على إخلاء مقرات الهيئات الرسمية التي احتلوها للتعبير عن رفضهم لسلطة الحكومة الانتقالية في كييف التي يتهمونها بالولاء للغرب. وبرر بونوماريف مطلبه بأن السكان المحليين أصبحوا مهددين في حياتهم من طرف عناصر هذه المجموعات القومية المتطرفة المعروفة باسم "برافي سيكتور" التي اتهم عناصرها بقتل مواطنين ناطقين بالروسية ليلة السبت إلى الأحد. ولم تتأخر السلطات الروسية للتنديد بهذا الهجوم الذي نفذه متطرفون "ضد مدنيين أبرياء" واعتبرته وزارة الخارجية الروسية بانه "استفزاز" ينم عن افتقاد السلطات الأوكرانية لإرادة صادقة لتجريد القوميين المتطرفين من أسلحتهم التي أشهروها في وجه السكان المدنيين. وأبدت السلطات الأوكرانية مخاوف متزايدة بعد هذه العملية مما حتم عليها إيفاد وزير الداخلية أرسن افاكوف إلى شرق البلاد للوقوف على حقيقة الوضع الامني العام هناك. وانزلق الوضع في شرق أوكرانيا أربعة أيام فقط بعد التوقيع على اتفاق جنيف الذي وقعه وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدةوأوكرانيا والاتحاد الأوروبي، بهدف إيجاد مخرج للقبضة الحديدية المستعصية بين سلطات كييف والمتمردين الانفصاليين. ويبدو حسب مستجدات الوضع أن الاتفاق قبر إن لم نقل أنه ولد ميتا بعد هذه الحادثة وبعد الموقف الرافض للموالون لروسيا الالتزام ببنوده وأكدوا أنهم غير معنيين به ويخص فقط من وقع عليه.