لأنها لا تريد السلام، أو لأن السلام لا يخدم مشروعها عملت إسرائيل، وتعمل على تقويض كل لبنة يعتقد أنها تخدم السلام في الشرق الأوسط، حتى وإن كان من أجل التمكين لها في المنطقة. فعلى عكس الشعارات التي أطلقت من قادة الكيان الصهيوني سابقا وحاضرا، وبالتأكيد مستقبلا والمنادية ” تكتيكيا”بالسلام خاصة أشهر شعار المتمثل في ”الأرض مقابل السلام” نجد هذا الكيان المغتصب يعمل على تقويض كل الجهود المحلية والإقليمية والدولية لتحقيقه. وهو يعمل على ذلك بشتى الوسائل التي تبدأ دبلوماسية وتنتهي عكسرية، ضاربا عرض الحائط بالقرارات وباللوائح الدولية منذ إنشاء هذا الكيان. وهذه الممارسات لاتحرّك ساكنا، لا الأطراف الراعية لمفاوضات السلام في الشرق الأوسط، ولا الهيئات الأممية الساهرة على فرض السلام. ولأن السلام لا يخدم المشروع الصهيوني الرامي إلى تهويد فلسطين كل فلسطين، ها هي حكومة الاحتلال تعلّق كل مفاوضات مع السلطة الفلسطينية، بالرغم من أنها في صالح إسرائيل - لأنها توصلت إلى اتفاق مصالحة مع حركة حماس في غزة، واعتبرته غلطة من السلطة لا تُغتفر. فحماس التي لا تعترف بدولة إسرائيل، وتعتبرها هذه الأخيرة حركة إرهابية يمكن أن تتبنّى هذا الموقف في حال نجاح المصالحة، وتقبل بمبدأ الأرض مقابل السلام، وتكون إسرائيل قد حققت بالاعتراف نصف الهدف، إلا أنها لا تقبل بأنصاف الحلول، وبالتالي لا تخدمها المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية لأنها تضمن فيما تبقى من الأرض حقوق فلسطيني الشتات، وعلى رأسها حق العودة الذي ترفضه إسرائيل جملة وتفصيلا. ومن أجل أن تجسّد مشروعها في تهويد فلسطين بما فيها القدس الشريف، وإعلان الدولة اليهودية، ها هي تستمر في اللاسلام.