لقي فيلم "ايروان" للمخرج الجزائري إبراهيم تساكي وإنتاج "ماشاهو" لبلقاسم حجاج عند عرضه أوّل أمس في إطار المنافسة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم العربي الجارية فعالياته بوهران منذ الخميس الماضي استحسانا كبيرا من طرف النقاد والصحفيين العرب الذين حضروا عرضه بقاعة "السعادة" ورشّحه الكثيرون للظفر بالعديد من جوائز المهرجان. "ايروان" هو أحد العمليين الجزائريين المشاركين في المنافسة الرسمية لفئة الأفلام الطويلة إلى جانب فيلم "كندي" لعامر بهلول، ووصفه الحضور من الصحفيين العرب بالعمل المتميّز الذي يجسّد العمل السينمائي بكل احترافيته، من خلال تخليه عن الحشو اللفظي والمباشر ونزوحه إلى الرمزية والدلالة، بالإضافة إلى الاحترافية العالية في حركات الكاميرا وزوايا التصوير والمزج بين عمق الصورة وبانوراميتها التي أعطت قوّة للفضاء والطبيعة، كذلك حداثة طرحه التي تستعرض العلاقة بين الشمال والجنوب وصراع الحضارات، وهو ما دفع أحد المختصين اللبنانيين الذين حضروا العرض للقول "حرام مخرج كهذا يتوقّف عن العمل لمدة عشرين سنة". الحضور من الجزائريين أشاد هو الآخر بعمل تساكي الذي يضمّ رصيده "أبناء الريح"،"قصة لقاء"،"أطفال نيون" وغيرها من الأعمال، حيث أكّد الفنان سيد أحمد أقومي بأهمية هذا العمل الذي يحفر في الذاكرة التي نخاف من مواجهتها لأنّ ظهورها يقضي على الكثير من الشخصيات، أقومي أشار في سياق حديثه إلى نقاط قوّة العمل التي رآها في الخلفية القوية التي رمزت للتلوّث الفكري وامتلاك الآخر لتاريخنا وعدم تقديرنا لتراثنا. الفنان أحمد بن عيسى من جهته، أكّد أنّ العمل لا يبتعد كثيرا عن الأسلوب الذي عرف به تساكي من خلال أعماله المختلفة التي تعتمد عن الصمت والإيحائية وإبراز صراع الشمال والجنوب من خلال قصة حب تجمع بين رجل من الجنوب وامرأة من الشمال، وعلى خلفية ذلك يطرح الكثير من القضايا المهمة مكتفيا في ذلك بتقديم إيحاءات عنها كاستعمال دول الشمال لدول الجنوب كمفرغة لفضلاتهم الكيميائية السامة بعمالة أهل البلد. شهد اليوم الأوّل من انطلاق عروض المنافسة أول أمس أيضا تقديم الفيلم السوري "الهوية" للمخرج غسان شميط الحاصل على الجائزة الكبرى في مهرجان تطوان بالمغرب خلال أفريل الماضي، وتناول الفيلم معتقد التقمّص حيث يؤدّي قيس الشيخ نجيب الذي حضر عرض الفيلم رفقة الفنانة السورية منى واصف وصباح الجزائري وابنتها رشا، دور شاب ينتحر ثم تعود روحه للولادة في عائلة جديدة وعندما يسمع خبر أحد الأشخاص تعود به الذاكرة إلى ماضيه ويتذكّر أنّ الشخص هو والده من عائلته الأولى ويبدأ رحلة البحث عنه، لينتهي العمل كما بدأ مبهما.."الهوية" أعتبره الحضور عملا مسطّحا اعتمد نهجا أفقيا لعب على وتر "السوسبانس" ليترك المشاهد تائها أمام نهاية مفتوحة. في فئة الأفلام القصيرة، شهد المهرجان عرض خمسة أفلام هي "العشاء"من البحرين، "ذاكرة لا تصدا" من عمان،" أنا جاهز" من الأردن، "حوت يموت" من تونس، "الكلب الضال" من فرنسا، أمّا خارج المنافسة فقد تمّ عرض الفيلم المصري "الكيت كات" للفنان محمود عبد العزيز ضيف شرف المهرجان، كما نظّم على شرف ضيوف المهرجان أوّل أمس حفل فني شارك في إحيائه نخبة من الفنانين على غرار الزهوانية بمشاركة الشاب محمّد لمين وعبدو درياسة.