يستمتع جمهور الضاحية الباريسية من الجالية الجزائري و المغاربية بمختلف العروض السينمائية التي تقترحها تظاهرة "مغرب الفيلم لضواحي باريس " من خلال عرض حوالي 20 فيلما جزائريا قصيرا و مطولا ، من بينها رائعة المخرج الجزائري إبراهيم تساكي " إيراون" و فيلم ابن الأوراس عمور حكار البيت الأصفر" فضلا عن الأعمال التي تسجل الجزائر حضورها من خلالها للتعريف أكثر بالسينما الجزائري الحديثة . سيكرم الفن السابع الجزائري أيضا خلال اللقاءات السينماتوغرافية المنظمة خلال هذه التظاهرة المنظمة من طرف " جمعية" كو دو سولاي" التي جاءت لانتقاء الأفلام الجزائرية التي ستشارك في مهرجان الفيلم المغاربي المرتقب تنظيمه في خريف العام الجاري، كما أن هذه الأيام السينمائية المغربية جاءت مباشرة على هامش معرض الكتاب المغاربي بباريس في دورته الخامسة عشر ،و الذي عرف مشاركة كل من الروائية الجزائرية مايسة باي،الروائي ياسمينة خضرا والمفكر محمد أركون و غيرهم. قائمة الأفلام التي تعرض خلال هذه التظاهرة التي تتواصل إلى غاية 17 من الشهر الجاري هي : "إيروان" للمخرج إبراهيم تساكي، "عائشات" لسعيد ولد خليفة، "قبلة" للمخرج الشاب طارق تقية ،"الصين مازالت بعيدة" لمالك بن إسماعيل ،"الجربوعة الزرقاء" لجمال وهاب، فضلا عن عرض خمسة أفلام ناطقة الأمازيغية وهي: "سي محند أو محند المتمرد" ليزيد خوجة ،"ميمزران" لعلي موزاوي، "أرزقي الأنديجان" لجمال بن ددوش و"لونيس معطوب صوت الشعب" ليوسف لعلامي وأخيرا"الدار الصفراء" لعمور حكار. كما سيكرم المنظمون المخرج السينمائي ندير مخناش ، الممثلة بيونة من خلال عرض أفلامه "حريم السيدة عصمان" و"فيفا لالجيري" و "دليس بالوما، هذا وسيتم من جهة أخرى عرض أفلام مغاربية قصيرة و مطولة للجمهور على غرار فيلم "مايكين أوف" وهو من آخر أعمال لمخرج التونسي نوري بوزيد. ومن بين الأفلام التي يراهن عليها استقطاب عدد كبير من الجمهور المتعطش لجديد الفن السابع الجزائري " فيلم إبراهيم تساكي "إيراون"وهي كلمة ب"اللهجة الترقية المحلية" وتعني "كان ذات يوم"، و تدور أحداثه في الصحراء الكبرى وتحديدا بمنطقة جانت ويحكي العمل قصة حب تجمع الشاب الترقي "أميياس" مع فتاة أوروبية تدعى "كلود" ووسط ديكور صحراوي خلاب، تفشل العلاقة بين أميياس وكلود، إثر اكتشاف الأخيرة لقصة عاطفية جمعت حبيبها بفتاة ترقية تدعى "مينة" وتأخذ أحداث الفيلم طابعا سوداويا يعجّل بإنهاء أميياس علاقته مع مينة بعد اكتشافه أنّه أخوها من الرضاعة، وينتهي الفيلم بمأساة حيث يموت أميياس بعد تناوله لماء منحدر من جبل "ملعون" وفق المعتقد المحلي.. و وحسب بعض النقاد فإنّ أيروان عمل متميّز يمتلك مقومات اللوحة السينمائية الشائقة، حيث استطاع المخرج أن يتخلى عن الحشو اللفظي والمباشرة ونزوحه إلى الرمزية، بجانب استعانة إبراهيم تساكي بمدير تصوير برع في اللعب على وتر بانورامية الصورة وديناميكية الكاميرا، فجاء الفيلم منعشا ومرّررسالته من خلال قصة حب جزائرية أوروبية ليدلّل على الشرخ الكامن في العلاقة بين الشمال والجنوب. وسبق لفيلم "أيروان" أن عرض في عدة مهرجانات دولية بينها مهرجان كان السينمائي والمهرجان الرابع للفيلم الشرقي بجنيف ومهرجان الفيلم والأمازيغي في مدينة سطيف ، كما عرض في مهرجان الفيلم العربي بوهران وحظي بتجاوب كبير من طرف النقاد، مع الإشارة أنّ المخرج الجزائري "إبراهيم تساكي" له عديد الأعمال منذ ثمانينيات القرن الماضي، في صورة أفلام "أبناء الريح"،"قصة لقاء"،"أطفال نيون" وغيرها، وكرّس من خلالها أسلوبه السينمائي الخاص القائم على الصمت والإيحائية.