استضاف اتحاد الكتاب الجزائريين، أعضاء من نظيره بالصين، أمس، بمقره العاصمي، بغية توطيد العلاقات الثقافية بين البلدين، وقام الوفد الصيني بزيارات إلى معالم جزائرية، كما اهتم بتعريف الجزائريين بجزء من ثقافة الصينيين الواسعة. وبهذه المناسبة، قال السيد يوسف شقرة، رئيس اتحاد الكتّاب الجزائريين، إنه للمرة ثانية يستضيف الاتحاد، نظيره الصيني اعترافا بالعلاقات الجزائريةالصينية في مختلف المجالات، وكذا احتراما لوقفة الصين مع الجزائر المستعمرة، كونها الدولة الأولى التي اعترفت بالحكومة الجزائرية المؤقتة. وأضاف المتحدث أن الجزائر بدورها كانت من المبادرين في مسألة عودة الصين إلى مجلس الأمن، ليشير إلى قيام الوفد الصيني بجولة إلى القصبة، على أن يزور كلا من ولايتيّ الطارف وعنابة في جولة ثقافية سياحية للتعرف أكثر على تراث الجزائر الثري. بالمقابل، نوّه السيد قانة ياسر عرفات، ممثل عن وزارة الثقافة الجزائرية، بتميز العلاقات الجزائرية -الصينية، معتبرا أن الصين بلد الثقافة والعلم منذ آلاف السنين، ليختتم مداخلته بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم "أطلبوا العلم ولو في الصين". من جهته، قدم السيد تشين تشي رونغ، شاعر ونائب رئيس اتحاد كتّاب الصين، كلمة بالمناسبة قال في بعضها إن الصداقة بين شعبي الجزائروالصين، توطدت مع الزمن وإنه خلال السنوات الأخيرة تضاعف التعاون الاقتصادي بين البلدين، ليستشهد بقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم، عن تشبيهه للأصدقاء "كبائع المسك فعلى الرغم من أن الناس حوله لا يشترون منه إلا أنهم يشمون رائحته الزكية". وقدم المتحدث بعض المعلومات عن اتحاد الكتّاب الصينيين، الذي يضم 44 مجموعة و9901 عضو، له العديد من المهام من بينها: تنظيم لجان تحكيم الجوائز، والبحث في النظريات الأدبية واكتشاف ورعاية الطاقات الأدبية الناشئة من مختلف القوميات، وتنمية التبادل الثقافي بين الصين والبلدان الأجنبية وغيرها. أما الشاعر وانغ شين، فقال إنه قدم إلى الجزائر للبحث عن مثيله وعمن يشبهه في أفكاره وفي روحه، وحتى في أدبه، لينتقل إلى واقع الشعر الصيني، فقال إن هناك العديد من التيارات الشعرية المختلفة، وهو أمر ايجابي إلا انه أحدث آثارا سلبية في الوقت نفسه، بسبب تعدد وغموض المعايير الفنية التي تسير بطريقة فوضوية وهذا في جو تنافسي غير محكم، ليختلط السيئ بالجيد. ليطالب بضرورة أن يجتمع الشعراء على أساس واحد يتمثل في الحب، ومؤكدا في السياق ذاته أن الشاعر اليقظ العقلاني هو من يدرك الألم وفي نفس الوقت يكافح من أجل الحرية. وطالب الشاعر بضرورة انسجام لغات العالم المتراجعة في ظل العولمة وسيطرة القوي على الضعيف، كما دعا إلى التفاني في الإبداع وإنشاء جسور التواصل بين الشعراء الجزائريينوالصينيين، وكذا تقديم المزيد من الإبداعات الشعرية للإنسانية. بدوره، قدم القاص ونائب رئيس اتحاد كتاب مدينة تشونغ تشينغ، جانغ بوا، كلمة عرّف في أغلبها بأب الثقافة العصرية الصينية، جوو شو رن "السيد لوشيون"، الذي اهتم بمداواة الصين روحيا من خلال كتاباته في الأدب التي ترجمت إلى العربية والفرنسية والانجليزية والروسية والألمانية. وغيرها من خمسين لغة من لغات العالم ليصبح الكاتب الصيني الأكثر شهرة في العالم. وأضاف المتحدث أن لوشيون، غيّر الصين كما شجع العديد من أصحاب المهام العظيمة على الكفاح من أجل استقلال الصين وحريتها، وكذا من أجل الديمقراطية والعدل والقوة ودفع الناس إلى تفجير طاقتهم الروحية الجديدة لإنقاذ البلاد، ليستطرد قائلا أن لوشيون استخدم أدبه وممارسته الثقافية ليظهر أن المثقفين الصينيين الذين يمتلكون معرفة حديثة يعارضون تقاليد النظام الإقطاعي، والاضطهاد الداخلي والخارجي، ويكافحون من اجل تحرير الإنسان ومن أجل المسار التاريخي لتحرير الأمة، وقد ترك إرثا فكريا غنيا وثمينا أبديا. للإشارة، قدم الباحث عمر حاشي، نبذة عن تاريخ مدينة الجزائر للوفد الصيني الذي يتكون من تشين تشي رونغ (نائب رئيس اتحاد كتّاب الصين)، ووانغ جيوشين (شاعر) وجانغ بوا (قاص)،وتسينغ تشينغ تشي (كاتب مقالة) وجي ونج يون (قاصة وباحثة بدار ومتحف الأدب الصيني الحديث)، ويان سه شويه (موظفة بمكتب شؤون آسيا وافريقيا باتحاد كتّاب الصين).