يعد الشاب أحسينات من الفنانين المحترفين الأوائل الذين أدوا الأغنية العصرية الملتزمة بامتياز، التقته ”المساء” بقصر الثقافة والفنون بسكيكدة، وأجرت معه هذه الدردشة. من هو الشاب أحسينات؟ مطرب يهوى الفن الملتزم الجميل منذ الصغر من مواليد عام 1959 بعاصمة روسيكادا.
ما هو آخر إنتاجك الفني؟ قمت بتسجيل ألبومين غنائيين الأول ”يا حمامة” والثاني ”قولي لي يانكارة” نوع عصري سكيكدي، وحاليا أقوم بتسجيل ألبوم آخر تونسي الطابع يضم 08 أغان تراثية زيادة عن هذا فإنني بصدد إنجاز ألبوم غنائي جديد عنوانه ”راح وأنسيتو السّاس لي أبنيتو معاك”. الألبوم يضم أغاني للشيخ العفريت الذي أود إحياء أغانيه من باب التقدير لفنه، ومن جهة أخرى لكثرة الطلب عليها خاصة في الأعراس أين يجد العديد من الناس متعة كبيرة في سماع أغانيه.
الغناء العصري السكيكدي، هل لك أن توضح لنا ذلك؟ نعم، أؤدي العصري السكيكدي الذي أعتبره نوعا متميزا من حيث الأداء على غرار الطبوع الأخرى كالسطايفي والقبائلي، كما أن سكيكدة لها طابعها المتميز في الغناء لكونها تنتمي إلى منطقة القبائل الصغرى فمن الطبيعي أنها تزخر بموروث غنائي غني يتجسد أكثر من خلال الأغاني والأهازيج التي كانت النسوة ترددها في مناسبات مختلفة في الأعراس أو عند غسل الصوف وغيرها، ضف إلى كل هذا فسكيكدة بوجه عام والقل بوجه خاص تعد بوابة انطلاق فن المالوف بالجزائر الذي دخل قسنطينة في حوالي سنة 1912.
هل أنت ممن يعتنون بالتراث؟ طبعا، التراث جزء من شخصيتنا، وعلى الفنان العمل على الحفاظ عليه من خلال استغلاله في كل الأغاني التي يؤديها وهذا ما أسعى إليه خاصة إحياء التراث الغنائي السكيكدي.
كيف ترى الأغنية الشبابية اليوم؟ بصراحة تعاني، سواء من ناحية المنتجين، أو من حيث تسويق الإنتاج دون الحديث عن التهميش الذي تشتكي منه العديد من المواهب الشابة التي يمكن أن تكون خير خلف لخير سلف.
في رأيك ما هو سبيل تطويرها؟ طبعا تطوير الأغنية الشبابية مرهون بتقديم كل الدعم للمواهب الشابة الحقيقية من جهة، ومن جهة أخرى على الشاب أن يفرض وجوده بفن نظيف وبكلمات مهذبة وموسيقى جميلة.
ما الذي يضمن شهرة الفنان؟ أعتقد أن شهرة الفنان مرتبطة بالإنتاج، فكلما كان العمل جيدا ومدروسا يتوافق وكل الأذواق كلما سمح له ذلك أن يصل إلى عالم النجومية من الباب الواسع زيادة عن التواضع والقدوة الحسنة والمساهمة أيضا في الأعمال الخيرية.
كيف تنظرون إلى دور النشر؟ أغلبها لا تمنح الفنان أبسط حقوقه، إلى جانب تسويق المنتوج دون اذنه.
كيف هي علاقتكم بالديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة؟ جيدة جدا والحمد لله، فالديوان ومنذ فترة شرع فعلا في دفع مستحقات إلى الفنانين واسمح لي أن أدعو كل الفنانين الانخراط في الديوان حتى يتمكنوا من استرجاع حقوقهم المهضومة.
وكيف ترون مستقبل الفن في الجزائر بوجه عام؟ أمام الإجراءات الحكومية الأخيرة المنصبة كلها لفائدة الفنان فإنني جد متفاءل بمستقبل الفن الجزائري، وتبقى أمنيتي الكبيرة أن يولي المسؤولون المحليون على مستوى ولاية سكيكدة عناية كبيرة واهتماما للمواهب الفنية الشابة خاصة.
ماذا يمثل الفن بالنسبة إليك؟ إنه الجمال والحرية والحياة والاستقرار، إلى جانب هذا فهو رسالة خالدة وألحان شجية تحرك المشاعر وتزرع البهجة في النفوس بعد أن تشحنها بالأمل.