بدأ الممثل الكوميدي عمر بن شراب مشواره الفني كممثل مسرحي، عرف من خلال عمله في بداية التسعينيات في محطة وهران التلفزيونية، فكان واحدا من أبرز المساهمين في نجاح حصة ”بلا حدود” الفكاهية آنذاك، للمخرج عبد الناصر لبيوض، حيث استطاعت تسجيل رقم قياسي في نسبة المشاهدة عند الجمهور الجزائري، وأوكلت له مهمة دبلجة الأفلام الأجنبية إلى اللهجة الجزائرية في قالب فكاهي مميز، إلى جانب موح أرزقي والحاج معطي، منها ”الروبوكوب”، ”قادة المعسكري” وغيرها، غير أن النجاح الذي حققه فريق عمل ”بلا حدود” انطفأ بعد توقف المسلسل سنة 2001، ليأفل نجم الممثل بن شراب وزملائه ويجد نفسه مثل ”دون كيشوط” يحارب طواحين الهواء، كما قال في دردشتنا معه. ماذا بعد 14 سنة من توقف مسلسل ”بلا حدود” الذي يعتبر هوية فريق العمل ككل؟ حقيقة، مسلسل ”بلا حدود” الذي أنتجته محطة وهران سنة 1990 تجربة فريدة من نوعها بجميع المقاييس، لا تزال تضحك مشاهديها إلى اليوم، وهي تعكس بحق الزمن الذهبي للمحطة، رغم الإمكانيات المتواضعة التي كنا نعمل بها، وأعود إلى سؤالك، لأقول بأن تجربة ”بلا حدود” لم تكتب لها الاستمرارية، وعملنا في العشرية السوداء التي عرفتها الجزائر على إسعاد الجزائريين وإضحاكهم، لكن ربما كان هناك وقتها أطراف ضايقها النجاح الذي حققه المسلسل، فسعت إلى توقيفه وتشتّت عناصر فريق العمل بعدها، إذ منهم من غيبه الموت بعد سنوات معاناة مع المرض، على غرار الممثلين عباس وعابد رحمهما الله ومنهم من واصل مشواره الفني عن طريق العمل مع شركات الإنتاج الخاصة.
هل تشعر ومن معك من الممثلين بأن حقوقكم هضمت؟ في الحقيقة نعم، فمن الممثلين من لم يأخذوا حقهم من قطاع الثقافة، لاسيما على مستوى الولاية، وعن نفسي، هزمتني بيروقراطية القائمين على الثقافة الذين استهدفوني ووقفوا حجر عثرة أمام نجاحي، رغم المشاريع الفنية التي أحملها، غير أنني بقيت أراوح مكاني منذ سنوات التسعينيات، فقط لأنني صريح ولا أحب التنمق.
هل قدمت مشروعا فنيا ووجدت الأبواب موصدة؟ نعم، قدمت الكثير من الأعمال الفنية التي بقيت حبيسة الأدراج، فمثلا سجلت منذ سنوات أغنية عن التراث الوهراني، من كلماتي وألحان نحال حسين، أما التوزيع الموسيقي فكان للمرحوم تاج الدين عينوس، وطلبت من المسؤولين عن الثقافة تسجيلها على شكل ”فيديو كليب”، لكن لم أجد أية استجابة، في المقابل هناك نوع من الفنانين الذين يقدمون الرداءة للمجتمع من خلال الأغاني الهابطة، ويتهافت المنتجون عليهم من أجل تبني أصواتهم والترويج لها، مع الأسف.
حسب معلوماتنا، أنت تحضر للجديد هذه الأيام؟ تعلمنا الحياة أن نبدع حتى وإن لم نجد المقابل، فلأننا أحياء ونتنفس، نمارس هروبنا الجميل من المرايا الرمادية في حياتنا، وأنا حاليا أحضر لعدد من الأعمال الفنية، على غرار مسرحية كوميدية من نوع ”وان مان شو”، إلى جانب مشروع مسلسل فكاهي من 15 حلقة، وماأزال أسعى جاهدا من أجل تسجيل أغنية ”وهران” و”الحوش” في شكل ”فيديو كليب”.
كلمة أخيرة؟ أتمنى أن تلتفت الوزارة الوصية بشكل جدي إلى الفنان باعتباره صاحب رسالة سامية في المجتمع لا تختلف عن باقي المهام النبيلة، ويحتاج إلى ضمان حقه في فرص العمل ومستقبل يضمن له الحياة الكريمة بعد توقفه عن ممارسة مهنته أو تعرضه للمرض، وأتمنى أن يفتح القائمون على الثقافة بوهران الأبواب أمامي وأمام كل فنان يبحث عن فرص للعمل والعطاء.