كانت الزيارة التي قام بها رئيس بوليفيا السيد إيفو موراليس إيما إلى الجزائر، فرصة لتقييم واقع التعاون الثنائي لاسيما في مجال الطاقة، في حين تناولت محادثات الرئيسين ضرورة المشاركة في مراجعة آليات اتخاذ القرار على المستوى الدولي لحل الأزمات وكذا الحكامة العالمية في كل الميادين. وأكد البلدان في هذا السياق على أهمية تعزيز دور الأممالمتحدة لحفظ السلم والأمن في العالم، وإقامة علاقات دولية متوازنة وعادلة. وفي هذا الإطار أشار البيان المشترك الذي أعقب المحادثات التي جرت بين رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ونظيره البوليفي إيفو موراليس، إلى أن الرئيسين استعرضا الأوضاع الداخلية السائدة في بلديهما. وسجل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في هذا الصدد، ارتياحه للتقدم الذي تشهده بوليفيا ديمقراطيا واقتصاديا في مجال مكافحة الفقر، والتزامها بترقية حقوق الشعوب في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في ظل احترام ثقافاتها وتقاليدها الوطنية. من جهته، أثنى الرئيس إيفو موراليس إيما على المبادرات والأعمال التي قامت بها الجزائر، والتي مكنت البلاد من توجيه جهودها بنجاح في طريق تجسيد المكتسبات الديمقراطية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، واسترجاع مكانتها الحقيقية على الساحة الدولية. وعلى المستوى الدولي، أبرز البيان المشترك الذي أعقب المحادثات التي جرت بين رئيسي البلدين، توافقا بين الجانبين بخصوص ضرورة التمسك بالمبادئ المؤسسة والأهداف الأصلية لحركة بلدان عدم الانحياز ومجموعة ال 77 زائد الصين، مع التأكيد على تعزيز دور حركة عدم الانحياز حتى يتسنى لها الإسهام في القضايا المتعلقة بالسلم في العالم. وأعرب الرئيسان عن ارتياحهما لانعقاد الندوة الوزارية 17 لحركة عدم الانحياز من 26 إلى 29 ماي 2014 بالجزائر العاصمة، ومبادرة بوليفيا بتنظيم يومي 14 و15 جوان 2014 قمة استثنائية في سانتا كروز؛ إحياء للذكرى الخمسين لإنشاء مجموعة ال 77 زائد الصين. وفي هذا الإطار وجّه الرئيس البوليفي دعوة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة للمشاركة في هذه القمة. وأمام هذه الديناميكية التي تعكس التزام البلدين بالارتقاء بأنشطة الحركة وتفعيل دورها في ظل التطورات الدولية، أعرب الرئيسان عن ارتياحهما لمبادرة الجزائر بالشراكة مع بوليفيا لجمع لأول مرة على مستوى وزاري، اللجنة التنسيقية المشتركة لحركة عدم الانحياز ومجموعة ال 77 زائد الصين، ودعيا إلى” تعزيز تنسيق العمل في المحافل الدولية المنوط بهذه اللجنة، وكذا توطيد التناغم بين التكتلين تحسبا للمواعيد متعددة الأطراف الهامة لسنتي 2014 و2015”. ولدى تطرقهما للقضايا الدولية، “سجل الرئيسان بارتياح تقارب وجهات النظر حول القضايا التي تم استعراضها. كما أشادا ب “انتصار فلسطين التي حصلت على صفة دولة ملاحظة غير عضو في منظمة الأممالمتحدة، وأكدا دعمهما للشعب الفلسطيني من أجل استرجاع كل حقوقه المشروعة في إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس”. وأكد الرئيسان عبد العزيز بوتفليقة وإيفو موراليس إيما، “دعم الجزائروبوليفيا لحق شعب الصحراء الغربية الثابت في تقرير المصير، وكذا لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة”. يُذكر أن رئيس دولة بوليفيا قد قام يومي 27 و28 ماي 2014، بزيارة صداقة وعمل للجزائر بدعوة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وكان الرئيس إيما مرفقا بوفد هام يتكون من عدد من أعضاء الحكومة. وتندرج هذه الزيارة في إطار علاقات الصداقة والتضامن التقليدية القائمة بين الجزائر ودولة بوليفيا، كما إنها تعكس مرحلة هامة في التشاور السياسي وتنسيق وجهات النظر والأعمال لكلا البلدين حول المسائل الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.