أكثر من 170 رياضيا ورياضية، شاركوا أول أمس، في المهرجان الوطني الثالث عشر للألعاب والرياضات التقليدية (اختصاص العصا التقليدية)، مثلوا 9 جمعيات قدمت من ولايات: عين تموشنت، مستغانم، البليدةووهران التي مثلتها تسع جمعيات، وقد تكفلت بتنظيم هذه التظاهرة الوطنية وكالعادة الرابطة الوهرانية، بمساعدة مديرية الشباب والرياضة. وعلى غير العادة استقبلت قاعة مديوني، الرياضيين والمولوعين باختصاص العصا التقليدية أو مايعرف ب”المطرڤ”، وقد كانت الفرصة مناسبة لتكريم بعض شيوخ اللعبة الذين ساهموا بفاعلية في تطوير هذه اللعبة، واستقطاب المزيد من الممارسين، وخصوصا الحفاظ على تقاليدها الراسخة عبر تاريخها الطويل، الأحياء منهم والأموات، كحماني عبد الحميد، الرئيس السابق للرابطة الوهرانية، ولشهب غالم، بكادجة بوحجر، بوعمامة ميلود، حسين بقوق وبودينار محمد، والمرحوم ناصر الهواري، أحد أقطاب رياضة ”المطرڤ” في ولاية وهران، وبجمعية الحمري تحديدا، والذي وافته المنية منذ أسبوعين في حادث مرور أليم.وقد فضّل المنظمون تخصيص الفترة الصباحية لاستعراضات الرياضيين المشاركين، ومن مختلف الأعمار، والذين أمتعوا الحضور بلمحات فنية من صلب تقاليد لعبة ”المطرڤ” تحت أنظار وتوجيهات الشيوخ، ليحضر الجميع في الأمسية إلى تخرّج 40 شيخا جديدا، أو ما يعرف في لغة هذه اللعبة ب”التسريح”، أي منح هؤلاء الموافقة من قبل الشيوخ الكبار، وأصحاب الصيت الواسع في اللعبة حق الارتقاء في درجة الممارسة، وتكوين رياضيين جدد في رياضة ”المطرڤ” وتأطيرهم. رئيس الاتحادية الجزائرية للألعاب والرياضات التقليدية، بوترفاس مأموني، كان حاضرا وتابع أطوار هذا المهرجان باهتمام كبير، خاصة مع الحضوراللافت للممارسين الصغار، والعنصر النسوي على قلته، وهو ماجعله يقول بأن رياضة ”المطرڤ” في أمان، مادام أنها تتوفر على الخلف وفي مناطق عديدة من الوطن، وتابع: ”ما شاهدته بقاعة مديوني يجعلني متأكدا من أن الألعاب والرياضات التقليدية ليست بعيدة عن الرياضات والفروع الأخرى، ومتفائلا ببلوغ الأهداف المسطرة على مستوى اتحاديتنا، خاصة وأن الأبواب المفتوحة التي قمنا بها السنة الماضية بالعاصمة، قيّمنا فيها وبنسبة معينة مدى شغف الناس بهذه الألعاب والرياضات التقليدية، فاستمرار نبض رياضة ”المطرڤ” ضروري، لأنها رياضة التراث والأجداد”. وكشف بوترفاس، في هذا السياق، عن تنظيم تربص خاص بالمدربين بمعهد تكوين إطارات الرياضة بعين الترك في الفترة الممتدة من ال18 إلى غاية 22 من شهر جوان الجاري، وعن صدور كتاب سيوزع على كل الرابطات المنضوية تحت لواء الاتحادية، سيكون بمثابة قاعدة أساسية، وسيوحد منهجية التدريب، كما أكد محدثنا عزم اتحاديته إصدار بطاقية وطنية ”حتى نحصي وبدقة عدد الألعاب والرياضات التقليدية الموجودة على مستوى كل رابطة ولائية، وبعدها توحيد قوانينها، فما يهمنا بدرجة أولى هو العمل القاعدي حتى نضمن بقاء هذه الألعاب ولا تندثر”. لكن هذا التفاؤل لم يمنع محدثنا من استعراض بعض العوائق التي شدد على إلزامية إيجاد حلول لها، ويتصدرها مشكل الإعلام والإشهار برياضة ”المطرڤ”، والذي قال عنه بوترفاس، بأنه لا يرقى لآمال مسؤولي الاتحادية، وبسببه غابت بعض الرابطات والجمعيات كرابطة ولاية غليزان التي كان تمثيلها في هذا المهرجان ضئيلا جدا حسب المسؤول الأول عن لعبة ”المطرڤ”. وقد استغلت الرابطة الوهرانية، فرصة تنظيمها لهذا المهرجان الوطني لمكافأة الفائزين في البطولة الولائية (جميع الأصناف) التي نظمتها مؤخرا.