أكد السيد عباسي عبد القادر رئيس الاتحادية الجزائرية للألعاب والرياضات التقليدية، أن لعبة ''العصا'' تعد القاطرة التي تعتمد عليها الاتحادية للتعريف ببقية الرياضات التقليدية والشعبية عبر التراب الوطني، منوها بالدور التي تلعبه رابطة وهران في رقي هذه اللعبة واستقطاب أكبر عدد ممكن من الممارسين. جاء ذلك في دردرشة قصيرة، جمعت ''المساء'' مع السيد عباسي عبد القادر مؤخرا على هامش البطولة الولائية التي احتضنتها قاعة قصر الرياضات حمو بوتليليس، والتي كشف فيها عن استحداث منتخب وطني ''للعصا'' في الأسابيع القادمة، وهذا في كل الأصناف ذكورا وإناثا، هدفه الترويج لرياضة ''العصا'' وكل الرياضات التقليدية الممارسة، وأكد عباسي أن نشاط هذا المنتخب سيبرز على وجه الخصوص بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال، حيث ستستغل هذه المناسبة - يوضح محدثنا - لتنظيم قافلة تجوب مختلف الولايات، وتنظيم معارض خاصة بمختلف الرياضات التقليدية للتعريف بها، وجذب ممارسين آخرين. السيد عباسي، أكد على أن تنظيم مختلف البطولات سواء كانت ولائية أو وطنية وكذا المهرجانات مهم جدا في الدفع بلعبة ''المطرق'' كالمهرجان الوطني الذي يتنظر تنظيمه في وهران خلال شهر مارس القادم. وفي ذات السياق، كشف المسؤول الأول عن الاتحادية الجزائرية للرياضات التقليدية عن قرب صدور كتاب رسمي به إحصاء أولي لكل الألعاب الرياضية التقليدية، والتي يبلغ عددها 21 رياضة تقليدية، 7 منها معتمدة من قبل الاتحادية المعنية، وتنفرد بتنظيم منافسات خاصة بها، وتستند على قوانين خاصة وموحدة، وهذه الرياضات هي: العصا، تاشكومت، سباق الجمال، السيق، الخريبقة، القراش وتسلق النخيل. وعاد السيد عباسي للبطولة الوطنية التي نظمت الشهر الماضي بولاية النعامة، ليعدد الإيجابيات التي تمخضت عنها، يتصدرها ارتفاع عدد الممارسين، وكذا الجمعيات الرياضية الممثلين لها، حيث أفصح عن عدد 17 رابطة ولائية تنشط بها 21 جمعية رياضية، وعن قرب استحداث أربع رابطات أخرى جديدة في ولايات الجزائر العاصمة، والبليدة، وبرج بوعريريج والمدية. وجدد محدثنا، رضاه بالمستوى الذي بلغته الرياضات التقليدية المعتمدة، حيث يرى أنها حققت قفزة نوعية، وبإمكانها بلوغ الأفضل، إذا ما وفرت إمكانيات أكثر، وضرب المثال بلعبة ''العصا'' التي قال عنها إنها تمارس في الشارع، وهي مؤطرة من قبل ''شيوخ'' لم يمنعهم تقدمهم في السن من البقاء في الميدان لتأطير الممارسين، ونقل خبراتهم لهم، هذا فضلا على أن هذه الرياضة أصبحت لها منافسات وطنية ودولية خاصة بها، وشدد على ضرورة مساعدة مختلف وسائل الاعلام لأجل التعريف بهذه الرياضة والرياضات التقليدية الأخرى، لأنها - يؤكد - رصيد وطني، ومن صلب التراث الذي يجب الاعتناء به، أما عن الاستراتيجية المستقبلية لاتحاديته، كشف السيد عباسي عبد القادر عن سعيه لتوطين هذه الرياضات، وخاصة لعبة ''العصا'' في دول أخرى كتونس، والتعريف بها أكثر، والاحتكاك جيدا من خلال تنظيم منافسات دولية كالتي تعتزم الاتحادية المعنية تنظيمها خلال شهر جويلية القادم ببلادنا وفق اتفاقية، بمشاركة عديد الدول منها المكسيك، والكاميرون وتونس، هذا فضلا على برمجة دورة دولية شهر مارس القادم بولاية بشار تشارك فيها الدول المنضوية تحت لواء الجمعية الدولية للرياضات التقليدية كتونس، وإسبانيا وفرنسا وغيرها. أما عن الاستثناء الذي يميز الرياضات التقليدية، في كونها الاتحادية الوحيدة التي يوجد مقرها خارج الجزائر العاصمة، وتحديدا بمدينة بشار، قال السيد عباسي مايلي: ''المعروف أن غالبية الرياضات التقليدية مستوطنة في المناطق الصحراوية والسهوب، وهي مناطق معروف عنها تسمكها الشديد بالتقاليد، فربما لهذا السبب يوجد مقر اتحادية الرياضات التقليدية بمدينة بشار، ليكون قريبا من هذه الرياضات للحفاظ عليها وللاستزادة من الممارسين''. في الأخير، دعا السيد عباسي عبد القادر للحفاظ على هذه الرياضات التقليدية، باعتبارها تراثا وهوية وكيانا في حد ذاته، حاثا على وضع كافة الإمكانيات للتعريف بها أكثر، خاصة من لدن المستثمرين، لأن القضية - كما قال - تعني التراث الذي تطلب استثمارا ماديا ومعنويا وهذا لمصلحة الأجيال اللاحقة.