نظم مركز البصيرة للبحوث الاستشارية والخدمات التعليمية، المنتدى المغاربي للتعاون الدولي، بالتنسيق مع المنظمة الوطنية لأرباب العمل والمقاولين الجزائريين، ندوة حوارية حول دور المؤسسات العلمية والثقافية والاقتصادية في تعزيز الشراكة المغاربية، احتضنتها قاعة "سيبار بارك" بزرالدة بحضور دكاترة ومفكرين من دول المغرب العربي. وجاءت الندوة التي حملت شعار "بعيدا عن التجاذبات السياسية والأيديولوجية" بهدف المشاركة في التنمية بمفهومها الشامل، وتفعيل دور المجتمع المدني في الساحة المغاربية ليكون شريكا فعالا في التنمية لتأسيس هيئة مدنية آو مجلس مغاربي للمجتمع المدني. وأشار الدكتور محمد العادل، رئيس المنتدى المغاربي للتعاون الدولي، خلال مداخلته إلى دور الجزائر المحوري في المغرب العربي، كونها القلب النابض للمجموعة المغاربية، بحكم موقعها الاستراتيجي وثقلها الإقليمي والعربي والدولي وثروتها الاقتصادية والبشرية وخبرتها السياسية، معتبرا كل ذلك عوامل تؤهلها لأن تكون القاطرة التي لا يمكن للقطار المغاربي أن يتحرك بدونها، فهي محل تقدير وفقا لتقرير التنمية العربية، حيث تأتي على رأس الدول العربية التي تنفق بسخاء على البحث العلمي، ومشاريع التنمية وتطوير البنية التحتية، علاوة على كفاحها من أجل تحرير للإنسان المغاربي والإفريقي. كما أشار المحاضر إلى ضرورة الإيمان بالشراكة بين الثقافة والاقتصاد، فالاقتصاد بدون رؤية حضارية وثقافية لا يمكن أن يخدم التنمية، وكذلك الثقافة بدون سند اقتصادي لا يمكن أن تحقق رسالتها. منوها بدور وسائل الإعلام في تعزيز التنمية وتنقية الأجواء بين الشعوب، وهو المسعى الذي يتحقق من خلال ترشيد الخطاب الإعلامي وتطوير مناهج التعليم بما يعزز روح الانتماء للأوطان والأمة. من جهته، أشارر سمير الإدريسي، مدير الدراسات والبحوث والاستشارات التعلمية، في معرض حديثه ل«المساء": إلى أن تنظيم هذه الندوة جاء لإبراز دور المؤسسات باعتبارها عامل تقريب بين المجتمعات وتحقيق الوعي المجتمعي من أجل أن نحفظ سيادتنا ومستقبل أجيالنا". وقد كانت محاور الجلسة الأولى المتمثلة في دور المؤسسات العليمية والثقافية في تعزيز الشراكة المغاربية حبلى بالمعلومات، حيث تم التطرق إلى الجامعات في البلدان المغاربية وإسهاماتها في التنمية من تقديم الدكتور عبد المالك سلاطنية، وكذا المؤسسات البحثية والفكرة المغاربية ثم الخطاب الإعلامي والفكرة المغاربية للاستاد سمير الإدريسي، ودور القطاع الخاص في تطوير البحث العلمي والنشاط الاقتصادي والتي نشطها الدكتور ديدي ولد السالك من موريتانيا. كما تناولت الدكتورة سامية قطوس أهمية الشراكة بين الفاعلين الاقتصاديين والمؤسسات العلمية والثقافية، التي قالت في حديثها ل«المساء": إن البعد المغاربي هو ركيزة أساسية لتعزيز الشراكة المغاربية لأنه مستوحى من النصر النوفمبري، الذي هو دستور الدولة الجزائرية، لذا فنحن نؤصله تاريخيا وحضاريا، وهو امتداد لأهداف بيان نوفمبر التي من بينها الاتحاد المغاربي. وأكدت الدكتورة وهيبة قطوش رئيسة لجنة التحضيرات أن الندوة فرصة لخلق شراكة متينة وتقول إنها "سعيدة بتنظيم هذه اللجنة الحوارية في الجزائر، فكل إخوتنا المغاربة شاركوا فيها ونتمنى أن تكون خطوة جادة لتدعيم وحدتنا المغاربية لأننا شعوب تشترك في العادات والتقاليد والتاريخ فهناك مشتركات كثيرة نتقاطع فيها، ونسعى لتحقيق أهداف المنتدى المغاربي". وتضيف المتحدثة "نحاول أن نؤسس لعلاقة متينة بين الاقتصاديين والاكادميين لأننا نود أن يفهم الاقتصادي أن دور الأكاديمي فعال، وأن يدرك الأكاديمي أيضا أنه لا يمكنه الاستغناء عن الاقتصادي، بحيث لا يمكن تقديم الفكرة في زمن التكنولوجيا بعيدا عن العامل الاقتصادي". وقال السيد احمد القيش مشارك من ليبيا ل«المساء": إن المشاركة في هذه الندوة الحوارية ضرورة لتقريب وجهة النظر بين رجال الأعمال والمؤسسات الثقافية والعلمية، ومنها ميلاد الشراكة التي ستعود بالنفع على المواطن العادي ومنه خدمة الأوطان". جدير بالذكر أن رئيس المنتدى المغاربي كرم مجموعة من الدكاترة الجزائريين الفاعلين، منهم الدكتور برضوان وزير الشؤون الدينية السابق، الدكتورة قطوش وهيبة رئيسة جلسات الندوة، جمال الإدريسي رئيس مركز البصيرة، والفنان محمد السنوسي وزوجته، مبشرا بميلاد الجائزة المغاربية للبحوث.