أكد عدة رؤساء منظمات أرباب عمل ونقابات دولية بجنيف أن الجزائر تتوفر على فرص هائلة وآمنة للاستثمار بعد التغيرات التي عرفتها حيث تعيش مرحلة غليان اقتصادي يمكنها أن تصبح قوة إقليمية في ظل توفر الشروط منها الاستقرار وقاعدة مالية قوية· وأعطى هؤلاء صورة ايجابية عن الوضع في الجزائر وما حققته في السنوات الأخيرة بعدما قررت إعادة هيكلة كل قاعدتها الصناعية ومنشآتها التحتية ضمن مشاريع خلاقة لمناصب العمل· وأوضح ممثل اتحاد سويسرا لأرباب العمل السيد ميشال بارد الذي يرأس مجموعة أرباب العمل الأوروبيين على هامش أشغال الدورة ال300 لمجلس إدارة المكتب الدولي للعمل أن الجزائر بلد آمن بالنسبة للمؤسسات الأجنبية الراغبة في الاستثمار، مثمنا في هذا الصدد برنامج الخوصصة الذي شرعت فيه باعتباره "شيئا حسنا وتوجها جيدا يصب في اتجاه ما يجب فعله عندما يراد الحفاظ على أساس النسيج الصناعي الموجود مع تجديد ما هو غير ناجع" · وفي مقابل ذلك، دعا المتحدث في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية المؤسسات الوطنية إلى ضرورة الوقوف أمام التحديات التي تفرضها العولمة والتهيؤ لمواجهتها من خلال التأهيل للتقليل من آثار التنافس في المستقبل· من جهته أبدى السيد لووروا تروتمان ممثل مجموعة عمال المكتب الدولي للعمل ارتياحه لكون "الجزائر حققت عقدا اجتماعيا ثلاثيا يسمح لها باحتواء النزاعات الاجتماعية"، مؤكدا أنه بإمكانها التكفل أحسن بأهداف إنعاشها الاقتصادي· وفي سياق متصل، أشارالسيد أبراهام كاتز رئيس "انترناسيونال اورغانيزاسيون أوف ايمبلويورز" ( المنظمة الدولية لأرباب العمل) التي تضم حوالي 178 منظمة أن السوق الجزائرية تعد ناشئة من حيث الاستقرار السياسي والاجتماعي، مؤكدا على "خبرة الجزائر في مكافحة الإرهاب التي أضحت جيدة "، ما سمح لها بتامين الاستثمارات وضمان العودة إلى الاستقرار· واعتبر السيد كاتز الذي يعد أيضا الرئيس الشرفي للمجلس الأمريكي للأعمال الدولية وهو مكتب استشاري يدعم المؤسسات الأمريكية على الصعيد الدولي أن أفضل وسيلة تسمح للمستثمر بتقييم السوق الجزائرية هي"التنقل إليها"، وحث المستثمرين على التوجه إليها لإدراك كافة فرص الاستثمار المتاحة خارج المحروقات· بدوره أكد ممثل أقدم نقابة مركزية بريطانية في مكتب العمل الدولي انه "قدر حق التقدير ثبات موقف الجزائر إزاء عدة مسائل دولية"، كما حيا "الثلاثية القوية لموجودة في الجزائر"، مضيفا " أكن الكثير من الاحترام للتجربة الجزائرية التي تنمو في سياق الانفتاح الاقتصادي"، داعيا الى تعزيز تبادل التجارب مع الاتحاد العام للعمال الجزائريين· وقد شدت التجربة الجزائرية في مجال الحوار الاجتماعي اهتمام نائب رئيس المنظمة الدولية للمستخدمين السيد دانيال فونيس دي ريوخا الذي أشاد بالنموذج الجزائري على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وذكر في هذا الصدد بميثاق المصالحة الوطنية الذي اعتبره المحرك الذي لا مفر منه للاستقرار السياسي قصد جر القاطرة الاقتصادية والاجتماعية دون صعوبة ومحركا للإصلاحات لتحضير الجزائر بشكل أفضل لخوض العولمة وحسب المتحدث فإن الجزائر انتهجت الدرب الصحيح وتمتلك الوسائل والإرادة لتطبيق استراتيجيتها بصفة كلية· وفي سياق متصل ثمّن المدير العام لمكتب العمل الدولي التجربة الجزائرية في مجال المصالحة الوطنية والسلم التي بادر بها رئيس الجمهورية، معتبرا ذلك شرطا أساسيا لبناء المجتمع، كما أكد على الحوار لتحقيق الإنعاش الاقتصادي والاجتماعي المستديم، مستشهدا بالعقد الوطني الاقتصادي والاجتماعي الذي صادقت عليه الثلاثية السنة الفارطة والذي يعتبر كما قال هام جدا كونه يعد السبيل الوحيد نحو التقدم وإجماع يسمح للجميع بالاستفادة من مزايا التنمية كما وصف إعلان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة التصديق على أربع اتفاقات خلال الندوة الدولية للعمل التي عقدت في 2005 بالحاسم·