حرب ضروس شنتها القنوات العربية على وقت وأعصاب المشاهد العربي الذي بقي أسيرا ومشدودا لمتابعة الكم الهائل من المسلسلات التي أبدع الممثلون والمخرجون العرب في تقديمها، فمنها ما كان امتدادا لمسلسلات سابقة استطاعت أن تحافظ على وجودها بقوة رغم الزخم الفني الذي طبع يوميات رمضان 2008، المشاهد الجزائري أيضا كان له نصيب كبير من المتابعة، حيث استطاع مسلسل "باب الحارة السوري" في جزئه الثالث أن يحافظ على بريقه رغم غياب الشخصية التي صنعت النجاح خلال الجزئين السابقين، في حين اخفق الإنتاج الوطني في الحصول على لقب عمل ناجح مرة أخرى بعدما حمل المشاهد أمل نجاح الأعمال الجديدة بعد النجاح المدوي الذي حققه مسلسل "موعد مع القدر" الذي عرض في السنة الماضية. رغم توقعات البعض بأن الجزء الثالث من المسلسل السوري "باب الحارة" سيفقد بريقه هذا العام بسبب غياب شخصية "أبوعصام" التي أداها الممثل السوري عباس النوري في الجزئين الأولين من المسلسل، إلا أن العمل مازال يحظى بنسبة مشاهدة عالية في الوطن العربي، رغم صدق حدس الممثل عباس النوري الذي قال إنه سيظل البطل بغيابه حيث ظلت شخصية "أبو عصام" مخيمة على المسلسل رغم غيابه (موته) كما أراد المؤلف، طبعا بعد الخلاف الذي حدث بين المخرج والفنان عباس النوري والذي أدى إلى انسحابه من العمل... وإذا كان مسلسل "باب الحارة" يجسد الحياة الدمشقية التي عاشها الأجداد، ويعرض أدق التفاصيل للحياة السورية فإنه يطرح في ذات الوقت جملة من الأسئلة حول سر التعلق الكبير للجزائريين بهذا المسلسل الذي تتابعه السيدات والفتيات وحتى الذكور باهتمام ومتابعة وتحليل للأحداث أيضا، ولعل أهم ما يجذب انتباه المشاهد الجزائري لهذا العمل هو حبكة العمل والكم الكثير من الأحداث الجديدة التي كتبها مروان قاووق وقام بإخراجها بسام الملا . وأكدت السيدة "مهدية" إحدى المتابعات الوفيات لمسلسل باب الحارة أنها لم تفوت يوما حلقة واحدة منذ بدء عرضه، مشيرة إلى أن الحبكة الفنية والأداء العالي للممثلين يجعل المتابع يعيش أحداث المسلسل بعواطفه وأعصابه، لدرجة أن الكثير من الأحداث تؤثر فيه إيجابا أوسلبا وتقول "أفرح لفرح أبطال المسلسل وأعيش لحظات من السعادة معهم، وأحزن كثيرا إذا حدث أي مكروه لأحدهم"، مشيرة إلى أنها تتابع أحداث المسلسل رفقة ابنتها وشقيقة زوجها. يذكر أن الجزء الثاني من العمل احتل العام الماضي المركز الأول في قائمة أكثر المسلسلات مشاهدة في الوطن العربي.. العمل الآخر الذي استطاع أن يستقطب الاهتمام أيضا هومسلسل "أبوجعفر المنصور" الذي حمل عنوان" الأول عربيا" في تعليقات وتحاليل الإعلامين والنقاد العرب، حيث حظي هذا المسلسل التاريخي بمشاهدة عربية واسعة. ويتناول مسلسل "أبوجعفر المنصور" الذي يقوم بدور البطولة فيه الفنان السوري عباس النوري "بطل باب الحارة في الجزئين السابقين قصة حياة ثاني الخلفاء العباسيين وأكثرهم قوة وأذيَعَهم صيتا، ضمن سياق تاريخي يسلّط الضوء على حقبةٍ زمنية مهمة تمتدّ منذ أواخر عهد بني أميّة وحتى نهاية عهد الخليفة أبي جعفر المنصور العباسي." هذا المسلسل أيضا لقي متابعة من طرف الشباب الجزائري وخصوصا الفتيات اللائي يفضلن قضاء سهرات الشهر الفضيل وراء الشاشة. وتجسّد النجمة سلاف فواخرجي في مسلسل "اسمهان" السيرة الذاتية لأسمهان أحد رموز الغناء والطرب في العالم العربي، بداية من نشأتها وسط عائلة درزية في سوريا، وظهور موهبتها الغنائية في سنٍ مبكرة، مروراً بدعم شقيقها الموسيقار فريد الأطرش لها، وبدايتها الفنية معه في شارع عماد الدين بالقاهرة، حتى نهايتها المأساوية عام 1944 التي شكَّلت علامة استفهام لكل معجبيها. ويعرض المسلسل ما تردَّد حول تورط المخابرات الإنجليزية والملك فاروق في الحادث، كما يستعرض المسلسل زيجاتها من الأمير حسن الأطرش، والمخرج أحمد سالم، وكواليس تصوير فيلميها الوحيدين "انتصار الشباب" و"غرام وانتقام"، وأشهر أغنياتها، وغيرها من الحقائق وأدق الأسرار في حياتها التي يتم الكشف عنها للمرة الأولى في الدراما العربية، المسلسل بطولة سلاف فواخرجي ، وإخراج شوقي الماجري. كما يناقش مسلسل "ظل الياسمين" الخليجي عدة قضايا حياتية مهمة في إطار رومانسي تراثي، في مقدمتها قضية تكافؤ النسب في الزواج ورعاية البنت اليتيمة، فكرة العمل تدور حول ياسمين الفتاة اليتيمة التي تعيش مع جدها المتسلط حتى النهاية، تحب ياسمين شابًّا من نفس الحي اسمه مهنا. لكن الجد يرفض مطلقا بسبب أن الشاب لا يناسبهم، وتتزوج ياسمين من رجل يكبرها بسنوات كثيرة، ولكن تتبدل أحوال زوجها وتمر الحياة بياسمين رتيبة وكئيبة لا يخفف عنها سوى وجود ابنها الذي تتعلق به وتفني نفسها من أجل إسعاده. المشاهد الجزائري بقي كالعادة وفيا لبرامج التلفزيون الجزائري، فالأنفة والرجلة الجزائرية كانت ولا تزال دوما تطبع سر المتابعة رغم إخفاق العديد من المخرجين في تقديم عمل فني بتقنيات عالية وحبكة مدروسة، إلى جانب ضعف السيناريو والحوار الدرامي. حيث أجمع العديد من محدثينا من مستويات ثقافية مختلفة أن الإنتاج الدرامي لهذه السنة قد عرف تراجعا كبيرا مقارنة بالسنوات الماضية التي كان يطبعها حضور "جحا" ،" ناس أملاح سيتي" وغيرها من الأعمال التي أجمع النقاد على نجاحها، والتي قابلها هذه السنة تراجعا سجلته سلسلة الحاج لخضر التي كانت تفتك الضحكات من الأفواه في السنة الماضية لتعجز عن تحقيق ذات الهدف هذه السنة بعدما وقعت السلسلة في الروتين، كما أجمع الكثيرون على أن سيناريو وحوار مسلسل" البذرة 2" جاء هزيلا ومفتقدا للحبكة الفنية، رغم أن الكثير من الممثلين المشاركين في العمل قد دافعوا عن عملهم وبقوة من خلال الحوارات التي جمعتهم بالصحفيين. في حين استطاعت سلسلة الجمعي فامليي أن تأخذ حقها من المتابعة من طرف المشاهدين حسب أراء مستجوبينا من المشاهدين الأوفياء.