أكد سفير الجزائر في مصر السيد عبد القادر حجار أمس عمق العلاقات السياسية بين مصر والجزائر وتطابق مواقف البلدين إلى حد كبير في القضايا العربية والإفريقية، وذكّر بأن مصر هي المتعامل الاقتصادي الأول في الجزائر حيث يتفوق الاستثمار المصري على كثير من الدول الأوروبية والعربية. وأشار السيد حجار في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط إلى أن الشركات المصرية استطاعت أن تنافس بقوة وكفاءة في مختلف القطاعات بالجزائر وأن الطرفين يعملان على تطوير الاستثمار وزيادته واكتشاف مجالات أخرى للتعاون" خاصة وأن الشركات المصرية حققت نتائج وانجازات جيدة في السنوات الماضية"، مذكرا بان الجزائر أصبحت ورشة إعمار كبيرة و أنه تم إبرام عشرات الاتفاقيات بين البلدين خلال اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين . وحول تأثير كرة القدم على العلاقات بين البلدين، أشار سفير الجزائر لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية إلى أن هذه المشاكل ليست محصورة بين الجزائر ومصر وأن مشاكل بين الفرق وأعمال الشغب تحدث في البلد الواحد، مضيفا أن هذا الأمر ليس له تأثير كبير ويجب ألا يأخذ أبعادا أكبر مما ينبغي ليؤثر على علاقات تاريخية وعميقة فيها نضال ودم مشترك مثل العلاقات المصرية الجزائرية وأوضح أن الجزائر تعمل على مجابهة العنف في الملاعب. وفي هذا السياق، أشار إلى أن فرق جزائرية أصبحت تأتي إلى مصر، ومصرية تلعب في الجزائر وسط أجواء ودية، داعيا الرياضيين والمشجعين إلى التحلي بالروح الرياضية والهدوء باعتبار أن الرياضة فيها انتصار وهزيمة، ولفت السفير الانتباه إلى أنه عند فوز مصر بكأس الأمم الإفريقية أقيم عرس في الجزائر وكتبت الصحافة الجزائرية عن الانتصار مثل الصحف المصرية وأكثر من ذلك، كما اجري حوار مع مدرب مصر من غانا. على صعيد آخر أشاد سفير الجزائر لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية بدور ثورة يوليو 1952 في دعم الثورة الجزائرية التي اعتمدت في بداية انطلاقها على المصريين الذين زودوها بالسلاح وبالموقف الدبلوماسي المساند للجزائر في مختلف التجمعات الدولية خاصة الأممالمتحدة، حيث التفتت الدول العربية حول قضية الجزائر. من ناحية أخرى، اعتبر قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينا أوكامبو القاضي بملاحقة الرئيس السوداني عمر البشير "موقفا غير مقبول ومرفوض من طرف الجزائر"، مشيرا إلى انه لايمكن التعرض لرئيس دولة له حصانة تحميه من أي ملاحقة جنائية، وان الفرنسيين طبقوا هذه القاعدة قبل ذلك "عندما استدعي جاك شيراك من قبل قاض فرنسي فرفض قائلا انه رئيس الدولة ولا يجوز ذلك"، متسائلا في هذا الصدد عبد كيف يوجه الاتهام لرئيس دولة ليست عضوا في الاتفاقية الخاصة بالمحكمة الجنائية الدولية. وجدد السيد حجار استمرار الجزائر في دعم الشعب الفلسطيني حتى يستعيد أرضه وكذلك دعم الشعبين السوري واللبناني إلى أن يستعيدوا أراضيهم ، ودعا الشعب الفلسطيني إلى إنهاء الفرقة وتحقيق التلاحم والوحدة الوطنية خاصة بين حركتي فتح وحماس، مشددا على أن الوحدة الوطنية هي السلاح الوحيد في أيدي الفلسطينيين.